لم يعرف النوم لحسرته على شهداء غزّةحيفا ـ فراس خطيب
كُشفت أمس الهوية الكاملة لمنفذ العملية في القدس الغربية المحتلة أول من أمس، ليتّضح أنه من سكان الجزء الشرقي من المدينة ومن حملة الهوية الزرقاء، التي تمنح للمقدسيين إقامة في الدولة العبرية. ولم تكد هوية المنفذ تعلن، حتى بدأت قوات الاحتلال إجراءات تعسفيّة بحق عائلته، التي وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها «عائلة مخربين».
وذكرت وسائل الإعلام العبرية، أنَّ منفذ العملية، هو علاء هاشم أبو دهيم، من مواليد عام 1982، من جبل المكبر الواقعة في القدس الشرقية المحتلة. وعند التعرف إلى هوية المنفذ، أقدمت الجرافات الإسرائيلية ليلاً، معززة بقوات ضخمة من الجيش والشرطة، على هدم بيت أبو دهيم، حيث نصب أفراد العائلة خيمة تعازٍ في المكانونقلت وسائل الإعلام العبرية أن العائلة نصبت أعلام حركة «حماس» وحزب الله على الخيمة، فيما دعا أعضاء كنيست يمينيون إلى سحب الإقامة من أفرادها.
وروى فلسطينيون أنَّ منفذ العملية يعرف المدرسة عن كثب، وخصوصاً أنه عمل سائقاً فيها. إلا أنَّ الشرطة الإسرائيلية، ومسؤولاً في المدرسة الدينية المذكورة نَفَيا أن يكون أبو دهيم قد عمل سائقاً في المكان، علماً بأنَّ الأجهزة الأمنية كانت قد أكدت أول من أمس أن منفذ العملية «يعرف المكان جيداً».
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن جيران أبو دهيم، قولهم إنه اعتقل على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية قبل أربعة اشهر، وقبع في السجن مدة شهرين، وأُطلق سراحه. وكان يحمل «هوية زرقاء»، كالتي يحملها كل سكان القدس الشرقية، تمكنه من التحرك في أي مكان يريد.
وقال أقرباء أبو دهيم إنه كان إنساناً مؤمناً، لكنه لم ينتمِ إلى أي تنظيم يذكر. ونقل موقع «معاريف» عن شقيقته إيمان قولها: «قال لي إنه لم يعرف النوم لحسرته على شهداء غزة»، موضحة أنه كان ينوي الزواج خلال الصيف المقبل. وقالت قريبة منه إنهم يفخرون به «مثل كل أهالي جبل المكبر».
وعثرت القوات الأمنية الإسرائيلية على سيارة أبو دهيم، ووجدت عدداً من الأعيرة النارية داخلها، بالإضافة «إلى أغراض أخرى». وقد بعثت بها إلى أحد الكراجات لفحصها بشكل مدقق.
ووصف المفتش الأعلى للشرطة الإسرائيلية، دافيد كوهين، منفذ العملية بأنه «ماكينة حرب وصلت لتنفيذ عملية مخطط لها». وتابع أنه «فوجئ كثيراً بالأسلحة التي كانت بحوزته والذخيرة». ووصف الحدث بأنه خطير «لأن منفذه يحمل الهوية الإسرائيلية».
وتتعاطى وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجهزة الأمنية مع فلسطينيي 48 وفلسطينيي القدس الشرقية على أنهم «عرب إسرائيليون». وأشار موقع «يديعوت أحرونوت» إلى أنَّ «مشاركة عرب إسرائيليين في العملية تشغل الأجهزة الأمنية كثيراً». وتابع أنه «في السنوات الأخيرة استمرت الظاهرة، حيث يُجَنَّدون على أساس معرفة مسبقة مع نشطاء إرهاب».
وذكر موقع الصحيفة أيضاً أن الأجهزة الأمنية، ستنظر في العلاقة بين حاملي الهويات الزرقاء الإسرائيلية، ونشطاء «المنظمات الإرهابية»، وإذا ما كانت هناك علاقة لحزب الله في هذه العملية.