واشنطن ـ محمد سعيدأعلنت رئيسة لجنة الاعتمادات الفرعيّة حول العمليّات الخارجيّة في مجلس النوّاب الأميركي، نيتا لوي، أمس، تجميد 150 مليون دولار من قيمة المساعدة الاقتصاديّة الأميركية المقرّرة للسلطة الفلسطينيّة للعام الجاري، بسبب بيانات منسوبة إلى رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس (أبو مازن)، أشار فيها إلى أن الفلسطينيّين قد يضطرون للعودة إلى الكفاح المسلّح ضدّ إسرائيل في حال مواصلة الدولة العبريّة عدوانها في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقالت لوي إنّها أخطرت الوكالة الأميركية للتنمية الدوليّة بوقف تحويل المبلغ إلى السلطة الفلسطينية، مشيرةً إلى أنّ تعليقات أبو مازن أثارت الشكوك حول التزامه بعمليّة السلام.
وكان نائب وزيرة الخارجيّة، جون نغروبونتي، قد شدّد في جلسة الاستماع نفسها التي تحدّثت فيها لوي، على ضرورة إرسال مبلغ 220 مليون دولار إلى السلطة الفلسطينية «لمواصلة دعمنا لأولوياّت حكومة السلطة الفلسطينيّة التي ترى الولايات المتحدة وإسرائيل أنّها حليف حقيقي للسلام». وقال «نعتقد أنّ حكومة عباس وأيضاً هو شخصياً، قوة من أجل السلام في المنطقة، وهم قوّة بنّاءة ونريد العمل معهم من أجل دفع عملية السلام قدماً بقدر الإمكان».
ولفت نيغروبونتي إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة بحاجة إلى «موارد وأموال من أجل مواصلة البقاء ودفع فواتيرها وبعض هذه الأموال الموجودة هنا معدّة لتزويدهم لهذا الغرض»، وأنّ الولايات المتحدة «ليست البلد الوحيد الذي يساعد استمرارها، بل هناك آخرون في هذا المجال».
غير أنّ لوي أكّدت أن تعليق المبلغ المذكور سيستمر إلى أن تصلها معلومات من وزارة الخارجيّة الأميركيّة تتعلّق باتفاقيّات التمويل الموقّعة وأوجه إنفاق المبلغ، وإجراءات المحاسبة الخاصّة به، فضلاً عن إيضاح البيان المنسوب إلى أبو مازن.
من جهة أخرى، أشاد نغروبونتي بالأردن وقال إنّه «لا يوجد أفضل من الأردن حليفاً للولايات المتحدة في المنطقة، وتربطنا به علاقات قويّة جداً ونتعاون معه بكل الطرق». وهو ما أكّدته لوي حين وصفت الأردن بأنّه «أقرب حليف للولايات المتحدة في المنطقة»، داعية وزارة الخارجية الأميركية إلى «تخصيص مساعدة اقتصادية وأمنية لسنوات عديدة لمساعدته على معالجة أعبائه الاقتصاديّة والأمنية التي نجمت عن الحرب على العراق وازدياد التهديدات التي يواجهها على طول حدوده». وأشارت إلى أنّ الملك الأردني عبد الله الثاني قد جدّد هذا الطلب خلال لقائه مع الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي. وردّ نغروبونتي بالقول إنّ واشنطن تقدم مساعدة سنوية إلى الأردن تزيد على نصف مليار دولار، ووعد بأن يجري النظر في الاقتراح الأردني.