لم يجد الرئيس العراقي جلال الطالباني عند وصوله إلى مطار أنقرة أمس، سوى نائب رئيس الحكومة التركية جميل جيجيك ليستقبله. القحط الدبلوماسي والبروتوكولي كانا متوقّعين من الجانب المضيف، لكن ليس إلى هذه الدرجة. والجفاء الدبلوماسي، لم يحاكِ سرعة قبول الطالباني الدعوة التي وجّهها إليه نظيره عبد الله غول في اليوم الذي قرّرت فيه أنقرة شنّ حملتها البريّة الواسعة على شمال العراق في 21 من الشهر الماضي، التي لم تنطلق سوى بعد إبلاغ بغداد وواشنطن.الطالباني الذي يرافقه في زيارته «التاريخيّة»، التي تنتهي اليوم، خمسة وزراء (الأمن القومي، النفط، المياه، المالية والصناعة)، بات ليلته في أحد أجنحة قصر شنقايا الرئاسي، لكنّه أتى من دون وزير الخارجيّة هوشيار زيباري ونائب رئيس الحكومة برهم صالح الكرديّين، فقط «لكي لا يسرقان البريق من الطالباني من حيث الرغبة التركيّة بتظهيره بأنه كردي معتدل»، حسبما كشفته صحيفة «دايلي توركيش نيوز» التركيّة أمس.
ورغم أنّ الجانب الطاغي إعلاميّاً سيكون تفعيل العلاقات التركيّة ـ العراقية اقتصاديّاً وتجارياً ونفطيّاً، إلا أنّ الجانب السياسي ـ الأمنيّ سيبقى حاضراً من ناحية محاولة الطالباني أداء دور «الوسيط» بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، للحؤول دون استمرار العمليات العسكريّة على الساحة العراقيّة.
لكنّ هذا الجانب سيبقى في إطار الكلام والأمنيات لسببين: الأول أنّ لا اجتماعات ستُعقَد بين الوفد العراقي والقيادة العسكريّة التركية. والثاني أنّ لا اتفاقيات ستوقّع بين الجانبين، لا في الجوانب الأمنية ولا المصلحيّة الاقتصاديّة.
وتبقى الزيارة، رغم أهميّتها، «زيارة عمل»، ما يعني أنّها أدنى منزلة من «الزيارة الرسميّة» وفقاً للبروتوكول.
وهكذا، فإنّ ما سماه الرئيسان الطالباني وغول فتح «صفحة جديدة» من العلاقات بين البلدين، التي من المتوقّع أن يتحدّث عنها الرئيس العراقي مع رجب طيّب أردوغان اليوم، ستبقى هشّة ولفظيّة.
في هذا الوقت، اعترف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بوجود انقسامات في حركته، وبرّر غيابه عن الساحة السياسية منذ فترة، بانشغاله في دراسة الدين لينال صفة «آية الله»، علماً بأنّ الصدر لم يُشاهَد علناً منذ 25 أيّار 2007.
إلى ذلك، أعلن البيت الابيض أنّ قائد قوّات الاحتلال في العراق، الجنرال دايفيد بيترايوس، والسفير لدى بغداد، ريان كروكر، سيقدّمان تقريرهما المقبل للكونغرس في الثامن والتاسع من نيسان المقبل، لتقييم «التقدّم الحاصل» في بلاد الرافدين. ويُتوقّع أن يحمل التقرير توصية بتجميد خفض القوات الأميركيّة في شهر تموز المقبل.
وفي السياق، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أنّ كروكر يعتزم إنهاء مهمّته في بغداد في كانون الثاني المقبل، قبل فترة وجيزة من الموعد المتوقّع لمغادرة الجنرال بيترايوس، ربّما لتسلّم منصب قائد قوات حلف شمال الأطلسي. وحسب معلومات الصحيفة، فإنّ كروكر، الذي عمل لسنتين في بغداد، وهو موظّف في السلك الدبلوماسي الأميركي منذ 37 عاماً، يعتزم التقاعد قبل موعد انتخاب رئيس جديد للبيت الأبيض.