لم يُعرَف بعد ما إذا كان يوم أوّل من أمس، شهد انطلاق المفاوضات الأميركيّة ـ العراقيّة في بغداد أم لا، بينما بات مؤكّداً أنّ زيارة الرئيس جلال الطالباني إلى أنقرة أضافت جديداً على العلاقات العراقيّة ـ التركية، رغم البهتان الدبلوماسي الذي رافقها، ورغم أنها لم تشهد توقيع أيّ اتفاقيّة أمنيّة أو سياسيّة أو اقتصاديّة بين البلدين.في هذا الوقت، سجّلت نهاية الأسبوع، العثور على واحدة من أكبر المقابر الجماعيّة التي تعود إلى مرحلة ما بعد احتلال بلاد الرافدين، فيها نحو 100 جثة متحلّلة شمالي بغداد. كما قُتل في اليومين الماضيين، نحو 17 عراقيّاً في مناطق متعدّدة نتيجة أعمال عنف متفرّقة، بينما قُتل جندي أميركي في محافظة ديالى.
وكان المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركيّة جيف موريل، قد أعلن أنّ يوم السبت (أوّل من أمس) هو موعد بداية محادثات المسؤولين الأميركيّين والعراقيّين بشأن الاتفاقيّتين الجاري العمل على توقيعهما بين البلدين خلال العام الجاري، لتنظيم العلاقات السياسية والعسكريّة والاقتصاديّة بين بغداد وواشنطن. إلا أنّ سفير واشنطن لدى بغداد، ريان كروكر، الذي سيرأس الفريق الإميركي إلى المفاوضات التي ستكون «عملية طويلة وجدّية» بحسب موريل، كذّب الخبر، وقال إنّ أيّ موعد لبدء المفاوضات لم يُحَدَّد بعد.
الأغرب، هو أنّ حكومة بغداد، وهي المفترَض أن تكون المعنيّ الأوّل بالمفاوضات حول الاتفاقية لم تعلّق حتّى على صحّة موعد بدء المفاوضات من عدمه. غير أنّ الصحيفة الحكوميّة «الصباح»، عنونت على صفحتها الأولى من عددها أمس، «انطلاق مباحثات اتفاقية التعاون بين بغداد وواشنطن»، وسلّمت بكلام موريل وقالت إنّ المباحثات انطلقت في بغداد، لكنّها لم تستند في جزمها إلا على إعلان البنتاغون.
على صعيد آخر، برز العرض الذي تقدّم به الطالباني إلى نظيره التركي عبد الله غول، ورئيس حكومة أنقرة، رجب طيّب أردوغان بشأن تأليف لجنة سياسية على مستوى رئاستي حكومتي البلدين، أو وزارتي الخارجيّة، مهمّتها التنسيق الدائم حول الملفّات المشتركة، وبالتحديد موضوع احتضان أراضي كردستان العراق، لمعسكرات حزب العمّال الكردستاني. وتعهّد الطالباني باستخدام كلّ نفوذه للضغط على حكومة إقليم كردستان للتضييق على نشاطات وتنقّلات الحزب الكردي، وهو ما تلقّفته الأوساط السياسية التركيّة بإيجابيّة ظهرت من خلال عناوين صحف البلاد التي أجمعت على أنّ الزيارة فتحت فعلاً صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وقبل أن يغادر الوفد العراقي العاصمة التركيّة، أعلن الجيش التركي إقامة ستّ مناطق أمنيّة مؤقّتة حتّى 11 حزيران المقبل، في محافظات سيرت وسرناك وهكاري القريبة جدّاً من الحدود العراقيّة، «لمواجهة خطر حزب العمّال الكردستاني» حسب ما جاء على الموقع الإلكتروني للجيش التركي.
وعلى هامش الزيارة، جدّد وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني المرافق للطالباني، تأكيد حكومته بأنها ستمنع تطبيق عقود موقّعة بين شركات نفطية أجنبية وسلطات إقليم كردستان العراق.