كشفت وسائل الإعلام الصينية، أمس، عن إحباط «محاولتين إرهابيتين»، إحداهما لشن هجمات على الألعاب الأولمبية المزمع تنظيمها الصيف المقبل في بكين. وأوضح مسؤول الحزب الشيوعي في مقاطعة كسينغيانغ الشمالية الغربية، التي تسكنها غالبية من المسلمين، أن المخطط كشف بعد غارة للشرطة على مخبأ للانفصاليين في شهر كانون الثاني الماضي في العاصمة الإقليمية أورومكي، قتل خلالها مسلحان واعتقل 15 آخرون.
وقال وانغ ليكوان إن «العصابة خططت لهجوم يستهدف الأولمبياد، وإنها تعاونت مع حركة شرق تركستان الإسلامية، التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن لائحة الإرهاب الدولي». وأضاف «الألعاب الاولمبية المقررة في آب هي حدث كبير، لكن هناك دوماً بعض الناس الذين يتآمرون بهدف التخريب. لم يعد الأمر سراً الآن». ووعد بأن بكين «ستحارب هؤلاء الإرهابيين، والمخربين، والانفصاليين، بغض النظر المجموعة الإثنية التي ينتمون إليها».
في سياق متصل، أعلن رئيس الحكومة الإقليمية في كسينغيانغ، نور بكري، لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، أن السلطات أحبطت يوم الجمعة الماضي «هجوماً إرهابياً» على طائرة ركاب كانت متوجهة من أورومكي إلى بكين.
وأوضح بكري أن طائرة تابعة للخطوط الجوية الصينية الجنوبية أجبرت على الهبوط في لانزو عاصمة مقاطعة غانسو المجاورة، لأن «بعض الناس حاولوا التسبب بكارثة جوية». وأشار إلى أنها تبدو حادثة خطف مخططاً لها. وأضاف أن السلطات تحقق في الحادث، ولا سيما «هوية المهاجمين، ومن أين أتوا وما هي خلفيتهم».
كذلك كشف نائب رئيس البرلمان التيبتي الإقليمي، راغدي، الذي حضر جلسة البرلمان الصيني في بكين أمس، أن الحكومة اتخذت خلال السنوات الخمس الماضية «إجراءات طويلة الأمد، إلزامية وحازمة لإحباط سلسلة من المؤامرات من قبل مجموعة الدالاي لاما»، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية حول الموضوع.
وأضاف رغدي، الذي يملك اسماً واحداً على غرار العديد من التيبتيين، «التيبت حاربت الأعمال المنتشرة للقوى الانفصالية، وحافظت على استقرار اجتماعي في المنطقة».
وأتت تصريحات المسؤولين الصينيين على هامش الدورة البرلمانية التي افتتحت الأسبوع الماضي، وأفادت وكالة الأنباء الصينية بأن المشرعين تعهّدوا خلال الدورة «بتكثيف الحملة» على الانفصاليين.
في هذا الوقت، أعلن منفيون تيبتيون في الهند انطلاق مسيرة اليوم إلى أرضهم الأم، أطلق عليها اسم «العودة إلى الوطن»، للاحتجاج على الوجود الصيني في التيبت وقرار إجراء الألعاب الأولمبية في بكين. وأوضح أحد منظمي المسيرة، بويسانغ ييشي، لوكالة «فرانس برس» أنها تهدف إلى «إخبار العالم بأننا نحن التيبتيين أصحاب الحق في التيبت».
ويخطط المشاركون الذين بلغ عددهم نحو مئة، للانطلاق من دارام شالا، مقرّ الدالاي لاما على الجهة الهندية من الهملايا، والعبور إلى الصين عبر الجبال، في مسيرة قد تستغرق ستة أشهر. وتوقع المنظمون انضمام المئات من المناصرين على الطريق، لكن المراقبين شككوا في أن ينجح المشاركون بعبور الحدود من دون التعرض للاعتقال على يد قوات الأمن الصينية.