لا تزال العلاقات الإيرانية ـ الخليجية تشهد تحوّلات إيجابية، كان آخرها تصريح رئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، الذي دعا إلى الحوار بين دول الخليج العربي وطهران بشأن برنامجها النووي «تفادياً لزجّ المنطقة» في حرب جديدة. وشدّد رئيس الوزراء القطري، في تصريحات صحافية، على أهمية وجود «علاقات واضحة وصريحة مع النظام الإيراني» وعلى «ألا يقوم أحد بزجّ المنطقة في مغامرة جديدة»، مضيفاً «على كل طرف أن يحترم تفكير الآخر ومفهومه للأمن».ودعا حمد بن جاسم دول الخليج العربي إلى توخّي الحذر «لتفادي سوء التفاهم ومنع المكائد الدولية من دفع المنطقة إلى حرب أخرى». كما دعا إلى الاستفادة من الحروب الماضية، ولا سيما الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، وتساءل «من المستفيد من هذه الحروب؟»، موضحاً أنها قامت «على دراسات غير سليمة» وأدت إلى «تدميرنا». وأشاد المسؤول القطري بأهمية القوة الإيرانية للعالمين العربي والإسلامي. ورأى أن البرنامج النووي الإيراني إفادة لدول الخليج إن «كان سلمياً». وتابع «وإن كان عسكرياً عندها على هذه الدول أن تتساءل، هل مقصود به نحن الجيران الأقرب أم أناس أبعد؟»، مشدّداً على أهمية «ألا تدخل دول الخليج ضمن لعبة دولية تخرج منها خاسرة مع الطرفين».
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني أن العلاقات بين السعودية وإيران تسير بشكل جيد، وهناك محادثات مع الجانب السعودي بخصوص مختلف القضايا الإقليمية والمتعلقة بالعالم الإسلامي.
وفي الملف النووي، أكّد حسيني ما أعلنته طهران عقب صدور القرار الدولي 1803، عن استبعاد إجراء محادثات بين طهران والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، قائلاً «ليس هناك إمكان لذلك».
وعن الموقف الإيراني من الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعلن المتحدث أن بلاده لن تدعم أي مرشَّح، موضحاً أنّ الأمر متعلّق بالشعب الأميركي. وأشار إلى أنّ الشعب الأميركي وشعوب العالم تعبوا من سياسات واشنطن المثيرة للحروب.
وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الروسية، قال حسيني «نظراً للمواقف التي اتخذها الرئيس الروسي المنتخب (ديمتري ميدفيديف) من المستبعد أن نشهد تغييراً في السياسات الروسية». وأكد أن من المحتمل أن تستمر سياسات سلفه الرئيس فلاديمير بوتين.
من جهة ثانية، شدّد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد على أنّ «الثورة الإسلامية قطعت أيادي الأجانب عن إيران ومرَّغت أنف أعداء البشرية في التراب». ومن أجل ديمومة الثورة، أشار إلى توجهين أساسيين: الأول يرى الثورة كأيّ ظاهرة تاريخية، والثاني يرى «الثورة حقيقة اجتماعية وضرورة عقائدية».
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الإيطالي في الحكومة المستقيلة، ماسيمو داليما، في مقابلة مع صحيفة «إل ريفورميستا» الإيطالية إلى تبني سياسة تهدف إلى دمج إيران في المجتمع الدولي بدلاً من عزلها. ورأى أنّ الدمج هو «الاستراتيجية الأفضل» التي تكفل «الحوار أيضاً مع الرأي العام الإيراني»، مؤكّداً أنّه يجب أن تترافق الضغوط على إيران مع ما أطلق عليه «انفتاح سياسي حقيقي» والاعتراف «بالدور المهم الذي يمكن أن تؤديه إيران في المنطقة».