واشنطن ـ محمد سعيدتجدّد النقاش، أمس، في واشنطن بشأن ملابسات قرار الحرب على العراق في عام 2003، حيث تزامن الإعلان عن تقرير للجنة الاستخبارية في مجلس الشيوخ عن مزاعم الإدارة الأميركية لتبرير الغزو، مع نشر كتاب جديد لدوغلاس فيث، وهو أحد أبرز وجوه المحافظين الجدد في الولاية الأولى للرئيس جورج بوش، يكشف فيه تفاصيل عن ملابسات القرار.
وبعد فترة طويلة من الابتعاد عن الأضواء، ردّ فيث في كتاب «الحرب والقرار» على جميع الاتهامات بشأن «خطأ الإدارة» في قرار الحرب على العراق. ورأى أن من يتحمّل ا لمسؤولية عن الفشل هي من سمّاها «إدارة المرحلة السياسية الانتقالية» في البيت الأبيض، التي أعقبت مباشرة الغزو، والتي ضمّت وزير الخارجية السابق كولن باول ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والقائد السابق للقيادة العسكرية المركزية الجنرال تومي فرانكس والحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر.
لكن فيث أقر بأن «أخطاء جدية» ارتكبت في المعلومات الاستخبارية والخطط العملية والسياسية الخاصة بالغزو. ورأى أن «الخطأ الأساسي كان الفشل في إدارة المرحلة السياسية الانتقالية» في بغداد. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الإدارة أخطأت بـ«الاعتماد بشكل كبير على التقارير الاستخبارية عن مخزون العراق من الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وعن برنامجه النووي، ليس فقط لأنه تبيّن أنها مخطئة، بل لأن المعلومات السرية لم تكن ضرورية لإدراك التهديد الذي يمثله صدام حسين».
وهاجم فيث باول، معتبراً أنه كان يعمل مع نائبه ريتشارد أرميتاج من وراء الستار لإفشال الاقتراحات التي قدمها فيث وغيره من المسؤولين في وزارة الدفاع، وتقويض القرارات التي اتخذها بوش بشأن العراق. ورأى أنه كان على باول الاستقالة «بعد فشله في إقناع بوش بعدم شن الحرب». كذلك لم ينجُ من سهام فيث الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر، «الذي ارتكب كمّاً من الأخطاء هناك، ما يفوق جميع الأشياء الجيدة التي حصلت». واتهم وزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» والقيادة المركزية الأميركية، بأنها «كانت تقف ضد القيادات العراقية في المنفى وبالأخص أحمد الجلبي».
إلى ذلك، كشفت اللجنة الاستخبارية في مجلس الشيوخ عن التحضير لإطلاق تقرير عن استخدام إدارة بوش لمعلومات مغلوطة لشنّ الحرب على العراق. وأفادت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» أن التقرير يذكر عشرات التأكيدات من الرئيس الأميركي ومعاونيه قبل الحرب، ثبت أنها غير دقيقة، متعلقة بمزاعم تكديس الأسلحة بطريقة غير شرعية والسعي لامتلاك سلاح نووي والعلاقة مع تنظيم «القاعدة».