تسعى إلى تسوية الصراعات سلميّاً وإعادة توزيع الثروات على أفقر دول العالمورغم أنّ مواجهة «الخوف من الإسلام» ستأخذ حيّزاً كبيراً من مناقشات القمة، إلا أنّ المنظمة ستحاول تقديم نفسها على أنّها منتدى لتسوية الصراعات سلمياً وإعادة توزيع الثروات على أفقر دول العالم.
وقال رئيس السنغال عبد الله واد إن «المنظمة موجودة منذ 30 عاماً، لكنها لا تزال تحاول العثور على نفسها». واقترح «أن تصبح هذه القمة الأساس لمعركة قوية وفعّالة ضدّ الفقر». وهو يريد من اجتماع القمة أن يموّل صندوق التضامن الإسلامي من أجل التنمية، المتوقع أن يجمع عشرة مليارات دولار لتمويل مشاريع مكافحة الفقر.
أما بالنسبة إلى دور المنظمة في حل النزاعات بين دولها الأعضاء أو مواجهة الصراعات ذات الصلة بأعضائها ودولها، فهو ضعيف إجمالاً، ويقتصر على إصدار بيانات الإدانة ودعوات الحل. ودعا الرئيس السنغالي إلى أن تؤدي المنظمة دوراً أكثر فاعلية وحسماً، ولا سيما في نزاع إقليم دارفور في السودان أو في الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وقال: «نحتاج إلى جلب السلام للأمة، وهذا لا يتحقق بالإعلانات التي سنصدرها فقط».
في المقابل، تظهر مفارقة هذه القمة، حيث أعلنت واشنطن عن تعيين مبعوث من أصل باكستاني، سادا كومبر، إلى منظمة المؤتمر، بهدف تحسين صورتها في العالمين العربي والإسلامي. وقال المبعوث، قبل مغادرته واشنطن إلى السنغال، «كأميركي مسلم، أعتقد بأني في موقع فريد للترويج للحوار».
ويشهد الشارع الإسلامي غلياناً شعبياً بسبب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، فيما أعلنت هولندا، مطلع الشهر الجاري، أنها رفعت حالة التأهّب تحسّباً لوقوع هجمات بسبب البث المتوقع لفيلم معادٍ للإسلام أعدّه النائب اليميني المتطرّف غريت فيلدرز خلال الشهر الجاري، ويهدف إلى إظهار «الطابع الفاشي للقرآن»، مطالباً بمنعه، ومقارناً إياه بكتاب «كفاحي» لأدولف هتلر.
وقال الداعية السعودي، الشيخ سلمان العودة، إن إعادة نشر الرسوم المسيئة تعدّ استفزازاً للمسلمين، مستبعداً أن تكون المسألة متعلقة بحرية التعبير، ومشيراً إلى أنه جرت «محاكمة مؤرّخين لأنهم قلّلوا من حجم محرقة اليهود». ورأى أن هذه الأعمال هي من صنع «عنصريين يمكن عزلهم لو كانت هناك جهود مشتركة لإيصال صورة الإسلام بشكل صحيح إلى الغرب». ورفض أي رد فعل عنيف من جانب المسلمين، «لأنّ هذه الطريقة لا تخدم الرسول».