strong>بدأ العدّ العكسي لتوقيع الاتفاقيّتين اللتين تستعدّ كلّ من واشنطن وبغداد لإبرامهما في فترة أقصاها الصيف المقبل، على وقع موجة عنف قويّة ضربت العراق، وأمنيات بتطوّر «التآخي العربي ـ الكردي» سجّلها أوّل أيّام مؤتمر البرلمانيّين العرب المنعقد في أربيلبغداد ـ الأخبار
أعلنت وزارة الخارجيّة العراقيّة، في بيان أمس، بدء محادثات رسميّة بين وفدين أميركي وعراقي، لتوقيع 3 اتفاقيّات «طويلة الأمد»، أولاها ستحدّد تفاصيل وجود القوّات الأميركيّة في بلاد الرافدين، والثانية ستُخَصَّص للامتيازات المتوَقَّع إعطاؤها إلى الشركات والاستثمارات الأميركيّة من ضمن آليّة «دمج الاقتصاد العراقي في منظومة السوق الحرّ»، حسبما سمّتها الوثيقة التي وقّعها كل من الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس وزراء العراق نوري المالكي في تشرين الثاني الماضي. أمّا المعاهدة الثالثة، فستُخَصَّص للإجراءات الدبلوماسيّة المستقبليّة بين البلدين.
وأفاد البيان أنّ الاجتماعات بدأت أمس، في مقرّ الوزارة في بغداد، «بغرض التوصّل إلى اتفاقية وترتيبات للتعاون والصداقة الطويلة الأمد، استناداً إلى ما اتُّفِق عليه بين رئيس مجلس الوزراء والرئيس الأميركي في إعلان النيات للتعاون والصداقة في تشرين الثاني 2007».
وأشار البيان إلى أنّ المحادثات تهدف إلى «تنظيم العلاقة بين الدولتين الصديقتين على أسس سليمة بعد انتهاء فترة تطبيق قرار مجلس الأمن نهاية العام الجاري وخروج العراق من أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».
وهو بالتحديد ما ركز عليه اللقاء الذي جمع المرجع علي السيستاني وممثّل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي ميتسورا في النجف، حيث أكّد الأخير على أنّ العراق «سيخرج هذا العام من تحت الفصل السابع وبذلك سيكون عام السيادة العراقية».
في هذا الوقت، لم يشهد أوّل أيّام اجتماعات المؤتمر الثالث عشر لاتحاد البرلمانيّين العرب، الذي ينهي أعماله غداً في عاصمة إقليم كردستان، أربيل، سوى دعوات إلى توسيع دور الدول العربيّة في البلد المحتلّ، وتشديد على أنّ كردستان العراق ستبقى تعترف بالوحدة ضمن الدولة العراقيّة.
وألقى الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي، نور الدين بوشكوج، كلمة استهلاليّة لفت فيها إلى أن انعقاد المؤتمر «جاء تأكيداً على الترابط بين العراق وبين محيطه العربي ومن أجل تأكيد مساندة الشعب العربي لشقيقه شعب العراق في مواجهة التحديات التي تستهدف وحدته ووحدة أراضيه وسيادته وهويته».
أمّا الرئيس جلال الطالباني، فشدّد في كلمته أمام المؤتمر، الذي تشارك فيه وفود من 19 دولة عربيّة، على أنّ انعقاده في العراق «انعطافة نوعية على مستوى العلاقات العراقية العربية ويعيد التذكير والاعتبار للدور الريادي الذي قام به العراق كعضو مؤسّس لجامعة الدول العربية».
في المقابل، انتقد رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني دور المؤسّسات التشريعية العربية وضعف المساهمة العربيّة في دعم بلاده.
ميدانيّاً، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 3 من جنوده في محافظة ديالى يوم أول من أمس، لتكون حصيلة قتلاه ليوم الاثنين، 8 جنود. أمّا على صعيد ضحايا العنف من المدنيّين، فكانت مرتفعة جدّاً، وتخطّت الـ60 قتيلاً توزّعوا على محافظات ومدن ذي قار والكوت والبصرة والضلوعية والموصل وسامراء التي وُجدت فيها مقبرة جماعيّة فيها 20 جثّة.