strong>خرقت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أمس، هدنة الأمر الواقع بين إسرائيل و«حماس» عبر إطلاق صاروخ على عسقلان، في وقت هاجم فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مشيراً إلى أنه كلّف الفلسطينيين «ألف شهيد»أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس، أن مقاومين فلسطينيين أطلقوا صاروخاً من قطاع غزة على جنوب عسقلان، إلا أنه لم يسبب أي إصابات أو أضرار، وهو الصاروخ الأوّل الذي يستهدف هذه المدينة منذ أسبوع.
وتبنت «كتائب أبو علي مصطفى»، الجناح العسكري «للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إطلاق الصاروخ. وقالت، في بيان: «في سياق ردنا الطبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني، تعلن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى مسؤوليتها عن مهاجمة موقع ناحل عوز العسكري بقذائف الهاون، كما تمكن فرساننا من قصف النقب الغربي بصاروخَي صمود مطوَّرين».
وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء إيهود أولمرت، مارك ريغيف «أن حماس تسيطر على قطاع غزة وتتحمل بالتالي مسؤولية الصواريخ التي تطلق من غزة على إسرائيل». وأضاف: «هذا مثال آخر على التزام حركة حماس العنف والإرهاب. وليست لدينا أي أوهام بشأن جدول أعمالهم الحقيقي».
بدوره، قال أولمرت إن إطلاق صواريخ «غراد» من قطاع غزة على مدينة عسقلان قد يتكرر في المستقبل. وأضاف، خلال جولة في المدينة أمس: «لا تتصرفوا كأن إطلاق صواريخ غراد هو تجربة لمرة واحدة، فهذا واقع دولة إسرائيل منذ 60 عاماً، وهذا الوضع يتطلب قوة كبيرة وضبط نفس». وتابع أنه «لا جدوى من القيام بمقارنات والحديث عن أماكن أخرى مثل سديروت».
وتطرق أولمرت إلى التهدئة في القطاع، وقال: «ربما حقيقة أنهم لا يطلقون الصواريخ. وهذا ليس نابعاً من محبة إسرائيل ولا بسبب وجود سيطرة على مطلقي القذائف الصاروخية. إنهم يتألمون من أننا نوجه ضربات مؤلمة لهم ويجرون حسابات. لكن هذا لا يعني أنهم لن يبدأوا من جديد» في إطلاق الصواريخ.
وفي السياق، أعلن مسؤول إسرائيلي أن الدولة العبرية وافقت على عدم شن هجمات جديدة في قطاع غزة إذا توقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية. وقال إن إسرائيل نقلت هذا الموقف إلى مصر التي تجري وساطة بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف التوصل إلى تهدئة.
إلى ذلك، تقدر إسرائيل أنّ رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنيّة ينتقل إلى مسار الاعتدال. وتعتقد أنّ حكومة «حماس» في غزّة هي المعسكر الأقل تطرّفاً من بين مراكز القوى المختلفة داخل الحركة. وتضيف أنّ «هنيّة يتحوّل إلى عرفاتي (نسبة إلى الزعيم ياسر عرفات) ويدعم هدنة بعيدة المدى». ويعتقدون المسؤولون الإسرائيليون، بحسب وسائل الإعلام العبرية، أنّ المركز الأقوى في «حماس» هو لمجلس الشورى، الذي يسيطر عليه شخصان همت محمود الزهار وسعيد صيام.
وتقول إسرائيل إنّ قيادة «حماس» في الخارج برئاسة خالد مشعل تعاني أحياناً من ضعف لأنّها بعيدة عن مراكز الأحداث. هذا، وتقدّر إسرائيل أنّ «حماس» ترغب كثيراً بالهدوء في أعقاب التأجج الأخير، بيد أنّها تحذّر من أنّ هذا الهدوء هو لضرورة التجدّد وإعادة تأسيس القوة للجولة المقبلة.
من جهة ثانية، رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط «كلف الشعب الفلسطيني أكثر من ألف شهيد». وتساءل، في مقابلة مع صحيفة «الغد الأردنية»: «عن أي مقاومة نتحدث، فهل الصواريخ والعمليات الانتحارية مقاومة؟»، مشيراً إلى أن «سبعة آلاف صاروخ أُطلقت من قطاع غزة قتلت عشرة إسرائيليين، وحينما تشتد الأمور على حماس، فإنهم يطالبون بحماية قادتهم، لا الشعب الفلسطيني».