strong>فتاوى يهوديّة لتنفيذ اعتداءات على العرب: يحظر الرأفة والتسامحرام الله ـ أحمد شاكر
ذكرت مصادر فلسطينية موثوقة، أمس، أن عملية القدس الغربية المحتلة، الخميس الماضي، كانت تستهدف حاخاماً يهودياً متطرفاً، فيما تزايد الحديث عن مخطّطات يمينيين متطرفين لتنفيذ اعتداءات مدعومة بفتاوى دينية تستهدف فلسطينيين.
وعلمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية طلبت من نظيرتها الفلسطينية تسليمها مقاومين اثنين من حركة «الجهاد الإسلامي» و«كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» بتهمة المساعدة في عملية القدس الغربية.
وأشارت المصادر، التي فضّلت عدم كشف هويتها، إلى أن المقاومين اللذين لم يذكر اسماهما، متهمان من جانب إسرائيل بتسهيل حصول منفّذ العملية، علاء أبو دهيم، على السلاح الذي استخدمه في الهجوم على مدرسة «مركز هراف».
ولم تذكر المصادر رد فعل حكومة سلام فياض على هذا الطلب، لكنها أوضحت أن تخطيط منفّذ العملية استهدف بالدرجة الأولى قتل أحد الحاخامات اليهود المتطرفين في المدرسة، وهو الهدف الذي بحث عنه علاء أبو دهيم لكنه لم يفلح في إيجاده، ما دفعه إلى دخول إحدى القاعات وقتل وجرح من وجد فيها.
وأشارت المصادر إلى «أن الجهة التي تقف وراء العملية كانت ستعلن عن إنجاز قتل الحاخام، لكن تراجعها عن الإعلان جاء نتيجة عدم تمكن الاستشهادي من قتله». ورجّحت أن يكون للجهة «ثأر كبير مع إسرائيل».
في هذا الوقت، كشفت مصادر إسرائيلية عن مخطط يُعدّه حاخامات متشددون وخلية من المستوطنين المتزمّتين للرد على عملية القدس، عبر استهداف المسجد الأقصى. وأفادت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي بأن بعض الحاخامات اليهود أفتوا لثلاثة مستوطنين متشددين بذلك. وأضافت أن مدبّري المخطط ينوون استهداف شخصية عربية لها علاقة بالحرم القدسي، في إشارة إلى رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، الشيخ رائد صلاح.
ولم تعتقل الشرطة الإسرائيلية أياً من المشاركين في التخطيط لاعتداءات على فلسطينيين.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن حاخامات «مركز هراف» قالوا لطلابهم إنه إذا «كانت هناك تنظيمات خارجية لطلاب معاهد دينية أو مجموعات أخرى لتنفيذ اعتداءات على فلسطينيين في القدس الشرقية، فإنه مسموح الانضمام إليها كأفراد، لا كطلاب باسم المعهد الديني».
وفي السياق، عممت مجموعة من الحاخامات من اليمين المتطرف، وغالبيتهم تقطن في المستوطنات في الضفة الغربية، منشوراً جاء تحت عنوان «رأي التوراة»، دعوا فيه إلى تنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين. وجاء في المنشور، الذي عُلّق على لوحة إعلانات قريبة من معهد «مركز هراف»، أن «كل واحد مطالب بالتخيّل في نفسه ما يخطط العدو لفعله بنا وأن يعامله بالمثل». وأضاف أنه «يجب العمل من أجل قيام قيادة يهودية حقيقية وذلك إضافة إلى تنفيذ أعمال محلية مباركة». كما دعا المنشور إلى عدم تشغيل العرب.
وقال البيان إنه «لدى الخروج للحرب، يُدخل القائد إلى الجنود الوعي بأنهم خارجون لمحاربة الأعداء، لا الأشقاء. ولذلك، يحظر الرأفة بهم والتسامح مع الجانب الآخر، وإنما العمل انطلاقاً من بطولات مقدّسة وكراهية للشر».
وبين الموقّعين الحاخام يعقوب يوسف، ابن الزعيم الروحي لحزب «شاس» الديني المتطرف عوفاديا يوسف، والحاخام عوزي شرفاف، الذي شارك في الثمانينيات في هجوم على مدرسة في الخليل، والحاخام ايدو البا الذي قضى في الماضي عقوبة بالسجن لنشره نصوصاً تجيز في بعض الظروف قتل أشخاص من غير اليهود.
إلى ذلك، أمر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أفي ديختر، أمس، الشرطة الإسرائيلية بهدم منزل علاء أبو دهيم في ضاحية جبل المكبّر في القدس الشرقية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن ديختر أصدر الأوامر بعد مشاورات مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، علماً بأن القانون الإسرائيلي يسمح فقط لقائد جبهة بإصدار أمر بهدم منزل.
وقال ديختر، خلال جلسة للهيئة العامة للكنيست ناقشت العملية في معهد «مركز هراف»، إنه ليس هناك معلومات لدى الشرطة أو أجهزة الأمن الأخرى بخصوص تنظيم داخل المعهد الديني للاعتداء على فلسطينيين والتخطيط لاغتيال «شخصية عربية مقرّبة من الأقصى».
وأضاف أنه «لن يكون بالإمكان هدم خيمة العزاء في منزل عائلة أبو دهيم، بعدما طالب أعضاء في الكنيست بهدمها». وقال: «هل تريدون أن نعمل وفقاً للقانون الأردني؟»، في إشارة إلى منع السلطات الأردنية عائلة أبو دهيم من تقبّل العزاء.