القاهرة ـ الأخبار احتدمت المواجهات بين «الإخوان المسلمين» والسلطات المصرية، أمس، على خلفية محاولة الحكومة منع الجماعة من الترشّح للانتخابات المحلية المقرّرة في الثامن من الشهر المقبل، فيما أعلن قياديون فيها، لـ«الأخبار»، أن «تصعيد القبضة الأمنية ضدّهم هي محاولة لمنع الجماعة من الفوز بعدد من مقاعد المجالس المحلية، ما يؤهلها لترشيح إخواني لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومنافسة نجل الرئيس المصري، رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم، جمال مبارك».
وحذّرت جماعة «الإخوان» من لجوء الحزب الحاكم إلى تزوير الانتخابات المحلية، بعد ارتكابه خطأً قانونياً ودستورياً فادحاً في إحدى دوائر محافظة الجيزة، حين أوهم الناس بأن الانتخابات قد بدأت بالفعل، رغم أنه سيتمّ إقفال باب الترشيح اليوم.
وقال موقع «إخوان أون لاين» إن مرشّحاً عن الحزب الوطني حشد جمعاً غفيراً من الناخبين، وطلب منهم دخول لجان تصويت وهمية. وحين تصدّى له البعض في ظل إدراكهم بأن الانتخابات ستُجرى لاحقاً، ردَّ عليهم بأن ما سيصوّتون له عبارة عن انتخابات مصغَّرة، وتاريخ 8 نيسان هو يوم الانتخابات الكبرى.
وستعقد جماعة «الإخوان المسلمين» مؤتمراً صحافياً السبت المقبل في مكتب الإرشاد للإعراب عن موقفها في ما يتعلّق بالانتخابات المحلية. ووسط تلميحات إلى أن «الإخوان» قد يعلنون انسحابهم من خوض هذه الانتخابات، علمت «الأخبار» أن مكتب الإرشاد شهد خلافاً على جدوى إعلان المرشد العام للجماعة، محمد مهدي عاكف، مشاركة التنظيم في الانتخابات المحلية.
وكانت الجماعة قد أعلنت أول من أمس أن ما بين 50 و60 فقط من أعضائها تمكنوا من تقديم أوراق ترشيحهم للانتخابات، والتي ستدور المنافسة فيها على عشرات الآلاف من المقاعد.
وقال قيادي «إخواني»، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه «كان من الأجدى مقاطعة الانتخابات، وترك الشعب يرى الحزب الحاكم ينافس نفسه»، معتبراً أنه «لا معنى لما يحدث سوى المشاركة في لعبة حكومية قذرة».
وفي السياق، داهمت قوات الأمن المصرية منزل رئيس تحرير الموقع «الإخواني» الإلكتروني، عبد الجليل الشرنوبي، وقامت بتفتيشه واستولت على العديد من الكتب والأوراق والمتعلقات الشخصية.
يشار إلى أن قوات الأمن المصرية اعتقلت خلال الأيام الماضية ما يقرب من 800 من رموز وقيادات وأفراد «الإخوان»، عدد كبير منهم كان مرشّحاً لانتخابات المجالس المحلية.
ووقعت مصادمات دامية في جامعة الإسكندرية بين قوات الأمن وطلبة الجامعة المحسوبين على جماعة «الإخوان» المسلمين أوّل من أمس، ما أدى إلى إصابة أربعة بجروح خطيرة. واتهمت الجماعة من وصفتهم بـ«مجموعة من بلطجية الأمن» في المجمع النظري، الذي يضم كليات التربية والآداب والحقوق والسياحة والفنادق، بالاعتداء على الطلاب وضربهم بالعصي والكراسي.
ولاحظ موقع «إخوان أون لاين» أن هذا الحادث يتزامن مع التدخّل الأمني الملحوظ في الجامعات المصرية؛ حيث يقوم الأمن بتفتيش الطلاب أثناء دخولهم إلى المجمع، وتفتيش كتبهم، ووصل الأمر إلى التفتيش الذاتي لبعض الطلبة، لمنع أي فعاليات ينظِّمها الطلاب في التضامن مع غزة.
وتجمَّع مئاتٌ من طلبة المجمع أمام بوابة كلية الحقوق وردَّدوا هتافاتٍ ضدّ تدخل الأمن في شؤون الطلاب وإهدار كرامتهم، مثل: «البلطجية برّا برّا... أرض الجامعة هتفضل حرّة»، «أمن الدولة يا أمن الدولة... فين الأمن وفين الدولة؟».