بغداد ـ زيد الزبيديارتفعت في الفترة الأخيرة، الأصوات المنتقدة لرئيس الوزراء السابق، إبراهيم الجعفري، من بعض المقرّبين منه، على خلفيّة أسلوبه الدعائي «الذي يكشف عن حبّ الذات»، واستغلاله المناسبات الدينيّة للدعاية الشخصيّة.
هذا الأسلوب الدعائي، إضافة إلى تحالفه غير المباشر مع رئيس المؤتمر الوطني العراقي، أحمد الجلبي، وهو من أبرز الذين حرّضوا إدارة جورج بوش على احتلال العراق، من خلال «مجلس إنقاذ العراق»، قد يُفسَّران بأمرين: استعداد الجعفري لخوض الانتخابات المقبلة على الصعد الوطنيّة، كما المحافظات، وتقديم المجلس مرشّحين عنه لملء الحقائب الوزاريّة الشاغرة في حكومة نوري المالكي.
لكنّ بعض المراقبين يرون أنّ بذور الانقسام باتت كبيرة داخل التحالف الجديد بشأن الزعامة وأسلوب العمل. إذ منذ فترة، و«مؤسّسة العراق للإعلام»، المقرّبة من الجلبي، تركّز حملتها ضدّ الجعفري الذي «يستغلّ المناسبات الدينيّة لتكريس الدعاية الشخصيّة».
ومعروف أنّ مجموعة الجعفري، ممثّلة بمازن مكيّة (أنصار الدعوة)، دخلت في تحالف مع مجموعة الجلبي، ممثّلة بحميد الهايس الذي كان يتزعّم مجلس «إنقاذ الأنبار» (أحد فروع مجالس الصحوة)، لتشكيل «مجلس إنقاذ العراق».
وقالت المؤسّسة، التي يديرها صادق الموسوي، إنّ المواطنين، وبينهم عدد كبير من النساء، استنكروا استخدام الحجاب الإسلامي كدعاية للجعفري، بعدما لبسنَ في إحدى التظاهرات الدينية في الكاظمية، «ربطات حجاب»، طُبع على أطرافها صور للجعفري.
وعلّقت سهى زيد العلي، العضو في المؤسّسة، على هذا النوع من الدعاية الحزبيّة والشخصيّة قائلةً، «إنّه أمر محزن أن تصل أمور حبّ الزعامة والظهور بشخصيّات رساليّة، وصولاً إلى حدّ طباعة صورها على ربطات حجاب النساء».
وأضافت العلي أنّ «هذا النوع من الدعاية يُعَدّ استخفافاً بحجاب المرأة. ويمكن تبرير هذا العمل في حالة عدم انتماء المسؤولين عنه إلى حركة رساليّة إسلاميّة. أمّا أن يصدر عن شخص قضى عمره في قيادة حزب إسلامي (الدعوة)، فهو أمر مرفوض. كما أنّ الأموال التي صُرِفَت لطباعة صور الجعفري في ربطات الحجاب، كان ينبغي إعطاؤها للفقراء والأيتام».
وذكرت المؤسّسة أنّ مكاتب الدعاية التابعة للجعفري باتت تسرف في الفنون الدعائية، وتخصّص لها الأموال الطائلة. فازدانت مدينة كربلاء بـ«ملصقات» على الأبنية والفنادق في كل شوارع المدينة، تحمل توقيع «مكتب العلاقات في مؤسّسات الجعفري»، وذلك خلال مراسم زيارة أربعين عاشوراء.
وبحسب المؤسّسة المذكورة، فإنّ عدداً من الزوّار توقّفوا عند عبارة «مؤسّسات الجعفري» المثبَتة في أسفل الملصقات الترويجيّة، وتساءلوا عن حجم الأموال التي يتمّ صرفها في الحملة الإعلانيّة، وهل هي خاصّة بحزب «الدعوة» أم تُعَدّ من الأموال الشخصية للجعفري؟
وأشارت «العراق للإعلام» إلى أنّ الجعفري يبذل جهوداً حثيثة لكسب شخصيّات حزبيّة من مختلف الأحزاب، واستقطاب ولاءاتهم. وتجلّى ذلك من خلال تمكّنه من استقطاب جماعات من التيّار الصدري، ومن أحزاب عراقية تعاني مشاكل ماليّة.
ويبذل الجعفري جهوداً كبيرة من ضمن استعداده لخوض انتخابات المحافظات المقبلة. فهو مثلاً حوّل فضائيّة «بلادي» التي يملكها، إلى قناة دعائيّة صرفة، إذ تحتلّ أخباره ونشاطاته حيّزاً كبيراً من برامجها.
من جهته، قال رئيس «مجلس إنقاذ الأنبار» الشيخ حميد الهايس، إنّ المجلس، باعتباره جزءاً من مجلس «إنقاذ العراق»، الذي تمّ تشكيله أخيراً، قدّم مرشّحين لشغل الحقائب الوزاريّة في الحكومة الجديدة التي ينوي المالكي تأليفها. وأضاف أنّ المرشّحين هم من «التكنوقراط».
وأوضح الهايس أنّ «تقديمنا مرشّحين يُعَدّ جزءاً من استحقاقنا الوطني، لأنّنا عملنا مع العشائر على محاربة تنظيم القاعدة في الأنبار، وطردناه من المحافظة».