ندَّدت سوريا أمس بإدراجها على اللائحة الأميركية السوداء لأسوأ منتهكي حقوق الإنسان، التي أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء، معتبرة أن واشنطن هي «آخر من يحق له تقويم حال حقوق الإنسان في العالم».وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، في بيان لها، إن «التقويم الذي أصدرته الإدارة الأميركية هو تقويم نابع من اعتبارات سياسية وليس تقويماً موضوعياً».
وقال المصدر إنه «لو كانت الإدارة الأميركية قد استندت إلى الموضوعية في وضع تقريرها لاعتبرت أن الولايات المتحدة نفسها هي في عداد الدول الأشد انتهاكاً لحقوق الإنسان».
وأكد المصدر أن سجني غوانتانامو وأبو غريب والسجون الطائرة والمعتقلات السرية تشهد جميعاً بمدى الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها الإدارة الأميركية في مجال حقوق الإنسان، وأن «استخدام الرئاسة الأميركية لحق النقض حيال منع استخدام أنواع تعذيب شديدة القسوة وإصرارها على هذا الاستخدام أكبر دليل على ما نقول».
واختتم المصدر المسؤول تصريحه بالقول إن «الإدارة الأميركية في تجاهلها لانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان أخيراً في غزة وقتلها حتى الرضّع والأطفال إنما تؤكد أنها لا تقيم لحقوق الإنسان وزناً، ولذلك فهي آخر من يحق له تقويم حالة حقوق الإنسان في العالم».
وكانت واشنطن قد ذكرت في تقريرها السنوي أن «وضع حقوق الإنسان في سوريا تدهور هذه السنة واستمر النظام في ارتكاب تجاوزات خطيرة مثل اعتقال عدد متزايد من الناشطين ومسؤولي المجتمع الأهلي وغيرهم من منتقدي النظام». وأعلنت رفع اسم الصين عن لائحة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، أبدت بكين استعدادها لبدء حوار بشأن حقوق الإنسان مع الولايات المتحدة، وأبدت رغبتها بزيادة وارداتها الأميركية.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية عن وزير الخارجية يانغ جييتشي قوله إن «الصين مستعدة لاستئناف الحوار بشأن حقوق الإنسان مع الجانب الأميركي»، موضحاً أن «الصين جاهزة لعقد حوار بشأن حقوق الإنسان مع الولايات المتحدة على أسس المساواة والاحترام المتبادل».
لكن المسؤول الصيني أضاف «نعارض بقوة الممارسات التي تعود إلى عقلية الحرب الباردة، ورسم الخطوط استناداً إلى العقائد، وإطلاق المواجهات وممارسة المعايير المزدوجة بالنسبة إلى المسائل التي تخصّ حقوق الإنسان، والتدخُّل في الشؤون الداخلية للصين باسم حقوق الإنسان».
من جهة ثانية، شدد يانغ على أن مسألة زعيم التيبت الدالاي لاما «ليست مسألة دينية أو إثنية، لكنها تمس سيادة الصين ووحدة أراضيها». ولفت إلى أن «عدداً متزايداً من الدول الأوروبية بدأ يدرك ذلك»، مضيفاً إن العديد من الدول وبشكل متزايد بدأ يدرك «مؤامرة الدالاي لاما لاقتطاع التيبت عن الصين»، مؤكداً أن «محاولات الدالاي لاما الانفصالية ستفشل».
وقال يانغ، في رد على سؤال إن الصين هي «واحدة من أكثر المناطق أمناً في العالم»، «إذا كنت لا تُصدّق، فيمكنك أن تسأل سفيرك لدى الصين، أو أياً من سفراء البلدان الغربية: هل يشعرون بأمان أكثر في الصين أم في مكان آخر؟».
وتطرَّق يانغ إلى عقوبة الإعدام المعمول بها في الصين، فقال إن اللجوء إلى هذه العقوبة أو عدمه هو أمر يقرره كل بلد بحسب ظروفه الخاصة، لافتاً إلى أن الصين ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق هذه العقوبة.