واشنطن ـ محمد سعيدوضعت المكالمة الهاتفيّة التي أجراها قائد العمليّات العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الأدميرال ويليام فالون، من العراق مع وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، وعرض فيها استقالته، حدّاً لأسبوع من التكهّنات داخل الأوساط العسكريّة عن مدى استمرار قائد عسكري يبدي خلافه مع سياسة البيت الأبيض، بعدما كانت مجلة «إسكواير» قد أكّدت أنّه كان «يتحدّى بصفاته» ضغط حكومة الرئيس جورج بوش لشنّ حرب على إيران، لأنّها «عمل متهوّر».
وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، في معرض تعليقه على استقالة فالون، إنّ المكالمة مع غيتس لم تكن مخططة من قبل، إذ إنّ الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جيف موريل، قال الاثنين الماضي، إنّ فالون «لا يزال يتمتع بعلاقات عمل طيّبة مع وزير الدفاع».
غير أن صدور مقالة «إسكواير»، دفع العديد من المصادر المطلعة إلى القول إنّ فالون لم يستقل طواعية، بل أُرغم على ذلك. وقال أدميرال أميركي متقاعد إنّ «بوش يقول إنّه يستمع إلى القادة العسكريّين في الميدان إلّا إذا قالوا شيئاً لا يعجبه، وحينها يطردهم من الخدمة».
ونقل المحلّل السابق في وكالة الاستخبارات العسكريّة، باتريك لانغ، عن فالون قوله، خلال مقابلة، إنّ الحرب مع إيران «لن تقع ما دمتُ أنا في منصبي». ورداً على سؤال عن الكيفيّة التي يمكن منع وقوعها قال: «لديّ خيارات في هذا الشأن»، وهو ما فهمه لانغ أنّ فالون يفضّل الاستقالة على أن ينفّذ أوامر يراها خاطئة.
وتقول مصادر مطّلعة إنّ أحد المرشّحين لخلافة فالون هو قائد قوّات الاحتلال الأميركي في العراق، الجنرال دايفيد بيترايوس، الذي يروّج لخطة بوش في تعزيز القوات الأميركيّة في بلاد الرافدين لكونها الأفضل في تقليل هجمات المقاومة والحد من أعمال العنف، وهي خطة كان فالون قد عارضها، كما أن علاقته مع بيترايوس كانت تتّسم بالتوتر، إذ كان يريد سحب القوات الأميركية من العراق بأسرع مما يطرحه بيترايوس.
ولا تكشف الاستقالة عن انقسامات داخليّة حادة في إدارة بوش وحسب، بل كذلك في صفوف القوّات المسلّحة في شأن العراق وإيران.
إلى ذلك أعلن المتحدّث باسم غيتس، جيف موريل، أنّه من غير المرجح أن يختار الأخير خليفة لمولن قبل أيار المقبل. وقال «لقد بدأنا لتوّنا البحث عن مرشّحين محتملين لشغل منصبه»، مشيراً إلى أنّه في بادئ الأمر لن يقترح غيتس قائداً جديداً للقيادة المركزية قبل أن يدلي بترايوس بشهادته عن الحرب أمام الكونغرس في نيسان المقبل.