واشنطن تنتقد إجراءات الاستيطان في الضفة... والقاهرة لا تؤكّد زيارة سليمانرام الله ـ أحمد شاكر
القاهرة ـ الأخبار
وجهت الولايات المتحدة، أمس، انتقادات إلى الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك خلال اجتماع ثلاثي ضم ممثلين عن الإدارة الأميركية والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، غاب عنه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. وهدف الاجتماع إلى مراجعة تطبيق البند الأوّل من خطّة «خريطة الطريق»، وعُدّ استئنافاً لمفاوضات السلام بين الجانبين، في وقت لا تزال التهدئة في غزّة صامدة رغم بعض الخروقات الطفيفة.
وجمع المبعوث الأميركي، وليام فريزر، في فندق الملك داوود في القدس المحتلة، لمدة ثلاث ساعات تقريباً، رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، مع مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي عاموس جلعاد، بعد اعتذار باراك عن المشاركةوأعلن مسؤول إسرائيلي لوكالة «فرانس برس»، رافضاً الكشف عن هويته، «أن الأميركيين أخذوا على إسرائيل مواصلة الاستيطان وعدم إزالة ما يكفي من الحواجز على الطرق». وأضاف «لقد أجبنا أن لا وجود لمشاريع جديدة لمستوطنات (إسرائيلية في الضفة)، وأن الأمر يتعلق بورش تقع ضمن مجمعات استيطانية تريد إسرائيل الاحتفاظ بها في إطار تسوية دائمة» مع الفلسطينيين.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن الوفد الأميركي عبّر عن تحفظاته حيال «جدوى» تصفية أربعة مقاومين فلسطينيين الأربعاء في الضفة الغربية، «مُقراً في الوقت نفسه بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس». وأضاف أن «الوفد الإسرائيلي أخذ على السلطة الفلسطينية، عدم مكافحة الإرهاب، وهي لا تعمد إلى توقيفات ولا تقدم استخبارات».
من جهته، عبر سلام فياض عقب الاجتماع «عن رفضه وإدانته لعدم تقيد إسرائيل بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها، وخصوصاً الوقف الشامل لكل الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، مشيراً إلى أن ذلك «يقوّض إمكان قيام دولة فلسطينية».
وأضاف، في بيان، أن «الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي اتفقا في مؤتمر أنابوليس على آلية ثلاثية برئاسة الولايات المتحدة، بالنيابة عن اللجنة الرباعية الراعية لعملية السلام، للمتابعة والإشراف على تنفيذ الالتزامات الواردة في خريطة الطريق». وقال إن «الاجتماع الأول لهذه الآلية عقد في وقت تغيّب وزير الدفاع الإسرائيلي عن الاجتماع، وأرسل الجنرال جلعاد نيابة عنه».
وأوضح فياض أن إسرائيل «أصدرت في الأسابيع الخمسة بعد أنابوليس، عطاءات لبناء 747 وحدة سكنية استيطانية، مقارنة بـ138 وحدة صودق عليها في الـ11 شهراً التي سبقت أنابوليس، وأعلنت عن قرارها الاستمرار في بناء نحو 750 وحدة سكنية في مستوطنة جفعات زئيف».
وجاء في بيان رسمي أميركي نشر في ختام اللقاء «اتفقنا في أنابوليس على إقامة آلية عمل ثلاثية بقيادة أميركية، لمتابعة تطبيق خريطة الطريق». وأضاف «الهدف من هذه الآلية هو خلق ظروف أفضل للجانبين على الأرض، من أجل بناء الثقة، ولإعطاء دفعة للمفاوضات السياسية التي ستقود إلى إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن».
بدورها، انتقدت حركة «حماس» الاجتماع الثلاثي، وعدّته استكمالاً لمخطط «التنسيق الأمني» الهادف إلى «إجهاض المقاومة». وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن «مشاركة السلطة في اللقاء بعد كل هذه الجرائم الصهيونية والدماء الفلسطينية الطاهرة التي لم تجف، هي جريمة في حق الشعب الفلسطيني وطعنة غادرة لدماء الشهداء». ورأى أن غياب وزير الدفاع الإسرائيلي عن اللقاء «يؤكّد أن الاحتلال لا ينظر إلى الممثلين الفلسطينيين إلا على أنهم أدوات، وأنه غير معني حتى باللقاء معهم».
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر أمنية رفيعة المستوى قولها «على ما يبدو أن التهدئة انتهت»، وذلك بعد رد حركة «الجهاد الإسلامي» على عملية الاغتيال التي نفذتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الضفة.
وأضافت المصادر أن «حماس لم تطلق الصواريخ، ولكن ليس من المعلوم إن كانت قامت بجهد لكبح الجهاد عن إطلاقها». وشككت في إمكان إقدام «حماس» في المستقبل على مواجهة الفصائل الأخرى لإحباط تفاقم الوضع مع إسرائيل. كما رجحت حصول مواجهة أخرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي السياق، أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية اجتاحت شارع نابلس في مدينة قلقيلية في الضفة الغربية. واستهجنت قيام أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة بـ«حملات الاعتقال والملاحقة للمقاومين في النهار، وإكمال جيش الاحتلال المهمة في الليل، في تواطؤ مفضوح وتنسيق أمني غير مسبوق مع قتلة شعبنا».
إلى ذلك، التزمت السلطات المصرية الصمت حيال تسريبات إسرائيلية أفادت بأن رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان قد يقوم بزيارة إلى إسرائيل الأسبوع المقبل. وقالت مصادر مصرية إن لا علم لها بترتيبات لهذه الزيارة، لكنها أشارت في المقابل إلى أنها قد تتم إذا ما ردت إسرائيل بشكل إيجابي على عرض مصر التوسط لإقناع الجماعات الفلسطينية المسلحة باتفاق هدنة لوقف العمليات العسكرية المتبادلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.


رصاص مستوطنين في جبل المكبِّر
اعتقلت سلطات الاحتلال أمس، المصور الصحافي المقدسي، عطا عويسات، بحجة محاولته تصوير عملية دفن منفِّذ عملية القدس، علاء هشام أبو دهيم، في مقبرة البلدة. ونُقل عويسات إلى محطة الشرطة الإسرائيلية على مدخل جبل المكبّر بعد احتجاز سيارته وكاميراته وأجهزة الاتصال الخلوية. ولم يطلق سراحه إلا بعد الانتهاء من مراسم الدفن التي استمرت قرابة ثلاث ساعات.
وبررت قوات الشرطة احتجاز عويسات برغبتها في منع وصول الصحافة ووسائل الإعلام إلى المكان وتغطية عملية الدفن.
في هذا الوقت، أفاد شهود عيان بأن حالة من الغضب والتوتر تسود منطقتي جبل المكبّر والسواحرة في القدس المحتلة بسبب محاولات بعض المستوطنين المتطرفين الاعتداء على البلدة بين الفينة والأخرى. وشهدت المنازل المحاذية لمستوطنة «أرمون هنتسيف» خلال اليومين الأخيرين، رشقات وزخات من الرصاص، أحدثت ثقوباً في المنازل وبعض الأضرار المادية.
كما أثارت طريقة الدفن في ساعات ما قبل فجر الخميس ومحاصرة مقبرة البلدة من جميع الجهات وإرغام فقط عشرة من ذوي الشهيد على الحضور، خواطر الأهالي الذين باتوا في حالة من الاستنفار الشديد للرد على أي اعتداء من هذ القبيل.
(الأخبار)