في الوقت الذي شُيِّع فيه رئيس أساقفة الكلدان المطران فرج رحو، وسط استنكار عالمي، اتّهم قائد القوّات الأميركية في العراق، الجنرال دايفيد بيترايوس، السياسيّين العراقيّين بالفشل في اغتنام فرصة خفض العنف، بهدف حلّ المشكلات السياسيّة بينهم.وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «واشنطن بوست»، أشار الجنرال الأميركي إلى أنّه «ما من أحد في الولايات المتحدة والحكومة العراقيّة يشعر بأن هناك تقدّماً كافياً بذله المسؤولون العراقيون في مجال المصالحة الوطنية». إلّا أنه شدّد على أنه لا يزال بإمكانهم اغتنام الفرصة، مضيفاً: «سنقاتل كالشياطين من أجل الحفاظ على المكتسبات الأمنية، حيث يمكننا أن نحاول الاستفادة من ذلك». وجزم بأنّ بلاده ستجمّد مؤقّتاً أي خفض إضافي لعدد جنودها الموجودين في العراق في تمّوز المقبل من أجل «السماح لفترة من تقييم الأمور».
ورأى أنّ بعض جماعات «الصحوة» وتلك المنتمية إلى «جيش المهدي»، قد تكون خفضت نشاطها استعداداً لليوم الذي سيرحل فيه الأميركيّون كي يستغلّوا الفرص التي يتيحها ذلك لهم.
في هذا الوقت، وفي إطار المباحثات الأميركيّة ـ العراقيّة التي بدأت قبل أيّام، وتتعلق بالاتفاقية الطويلة الأمد المتوقّع إبرامها بين البلدين، طالب ممثّل المرجع الشيعي علي السيستاني، عبد المهدي الكربلائي، رئيس الوزراء نوري المالكي أن تتضمّن المعاهدة احتراماً واضحاً للسيادة العراقيّة.
من جهة أخرى، توافد مئات المسيحيّين العراقيّين إلى قرية كرم ليش قرب الموصل لحضور مراسم تشييع المطران رحو غداة العثور على جثّته بعد أسبوعين من اختطافه. وأوضح أحد رجال كنيسة مار عدّة في القرية، أنّ المسيحيّين بدأوا يتجمّعون منذ الصباح وسط إجراءات أمنية مشدّدة، حيث انتشر رجال الشرطة، ومعظهم من المسيحيّين على جانبي الطريق المؤدّية إلى القرية.
وأدان المالكي «الجريمة البشعة»، في رسالة بعث بها إلى الكاردينال الكلداني عمانوئيل الثالث دلي. كما استنكر الرئيس الأميركي جورج بوش «عمل العنف الدنيء الذي ارتُكِب بحق المطران».
إلى ذلك، وبعد قصف المدفعية الإيرانية قرى عديدة في محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق بحجّة وجود عناصر من حزب العمّال الكردستاني، الفرع الإيراني، «بيجاك»، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إنّه يجب «على كل من إيران والعراق وتركيا التعاون لهزيمة المقاتلين الأكراد، مع الحرص على عدم إصابة المدنيّين بأذى».
ميدانيّاً، قُتِل أكثر من 16 مدنيّاً عراقياً في أعمال عنف متفرّقة في جنوب البلاد ووسطها وشمالها.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)