غزة ـ رائد لافيوضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي حدّاً لحال الهدوء التي شهدها قطاع غزة خلال الأسبوع الأخير، عبر استئناف عمليات القصف والاغتيال للمقاومين الفلسطينيين، بينما عاودت فصائل المقاومة قصف البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع بالصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون.
واستشهد ثلاثة من مقاومي «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، مساء السبت، في غارة جوية نفذتها طائرة حربية إسرائيلية في منطقة الشعف شمالي شرقي مدينة غزة. ونعت «سرايا القدس»، في بيان، الشهداء الثلاثة وهم: باسل شابط (21 عاماً)، ومحمد الشاعر (21 عاماً)، وحسن شقورة (24 عاماً) وهو مسؤول الإعلام الحربي في السرايا في شمال القطاع.
وفي وقت لاحق، أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أمس، عن استشهاد محمود يوسف حمودة (19 عاماً) بعد ساعات قليلة على إصابته بجروح خطرة بواسطة صاروخ أرض ـ أرض أطلقته القوات الإسرائيلية المنتشرة على امتداد خط التحديد في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع.
وفي إطار ردّهما على التصعيد الإسرائيلي الأخير، شددت حركتا «حماس» والجهاد الإسلامي على أنه «لا مكان ولا مجال للحديث عن تهدئة، في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي وعمليات الاغتيال والمجازر في قطاع غزة والضفة الغربية».
وبعدما أصيبت مروحية إسرائيلية فوق غزة يوم الجمعة الماضي، رأت صحيفة «هآرتس» أن إصابة المروحية تنطوي على دلالتين. الأولى أن حركة «حماس» تطبّق نظرية القتال التي انتهجها حزب الله في جنوب لبنان لجهة السعي إلى تسجيل إنجازات رمزية تردع الجيش الإسرائيلي وترفع معنويات الجمهور في قطاع غزة. والثانية أن الحركة «رغم أنها تملك عدداً صغيراً من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز ستريلا (اس.اي 7)، فإنها لا تستخدم حالياً سوى الرشاشات المضادة للطائرات. ويحتمل أن تكون الصواريخ محفوظة لفترات أكثر توتراً، إذا قررت إسرائيل مثلاً احتلال أجزاء من القطاع».
ورغم انهيار التهدئة، قالت صحيفة «هآرتس» إن الوساطة المصرية ستستمر الأسبوع المقبل في محاولة لاحتواء الأمور، مشيرة إلى أن الفجوات في المواقف بين الجانبين في القضايا الأساسية، كالمعابر والاعتقالات في الضفة الغربية، لا تزال تبدو مستعصية على الحل.
إلى ذلك، أفادت التقارير الإسرائيلية بأنه من المقرر أن يبدأ بعد 3 شهور العمل على إقامة مقطعين من جدار يصل طوله إلى 84 كيلومتراً على الحدود مع مصر، بحيث تشخّص أي محاولة لاجتياز الجدار. ومن المتوقع أن تصل كلفة الجدار المذكور إلى 1.4 مليار شيكل، ويستغرق العمل فيه مدة سنتين.