strong>يسعى إلى تحذير السعوديّة من قمّة دمشق ويبحث أوضاع لبنان وسوريا... وإيرانوصل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى سلطنة عمان أمس، في إطار جولة شرق أوسطيّة تستمرّ عشرة أيّام وتستهدف إحياء عمليّة السلام وإقناع دول عربية مثل السعودية بالقيام بالمزيد لمواجهة نفوذ إيران في العراق، وللحصول على دعم «قادة حلفاء» في جهود واشنطن لوقف الطموحات النوويّة للجمهوريّة الإسلاميّة، ولمعالجة الارتفاع الجنوني في أسعار النفط.
وتتزامن جولة تشيني، التي تلحق جولة وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس وتسبق جولة للرئيس جورج بوش في أيّار المقبل، مع الذكرى الخامسة لاجتياح العراق، الذي كان هو نفسه أحد مهندسيه ولا يزال أحد كبار المدافعين عن الحرب التي أطلقها.
وستكون الأزمة السياسيّة في لبنان والوضع في سوريا والتطوّرات في غزّة في صلب محادثات تشيني خلال جولته التي تشمل بعد عمان كلّاً من السعودية وإسرائيل والضفة الغربية ومن ثم تركيا، حسبما أوضح مستشاره لشؤون الأمن القومي، جون حنا، مشدداً على أنّ تشيني «يقيم علاقات عميقة وروابط شخصيّة مع عدد من المسؤولين في هذه الدول»، ما يؤدي دوراً إيجابياً في معالجة «جدول أعمال طويل وغنيّ».
وبحسب تقرير لـ«معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، فإنّ تشيني سيضغط باتّجاه أنّ تفكر الرياض بحذر قبل حضور القمّة العربيّة التي تستضيفها دمشق في أواخر الشهر الجاري، وسيسعى إلى «مساعدة سعوديّة للفلسطينيّين»، وخصوصاً في ما يتعلّق بالشقّ المالي، وبالتعهّدات الماليّة البالغة 7.7 مليار دولار التي أُطلقت في مؤتمر باريس.
كما سيكون الموضوع المالي المتعلّق بلبنان حاضراً في المحادثات مع السعوديّين، وخصوصاً أنّ وزير الماليّة اللبناني، جهاد أزعور، أعرب عن ثقته الأسبوع الماضي بأنّ السلطات السعوديّة ستودع مليار دولار في المصرف المركزي اللبناني من أجل دعم احتياطيّاته من العملات الأجنبيّة.
ورأى التقرير أنّ المحطّة الأولى لتشيني تعبّر عن البعد الاستراتيجي الحسّاس الذي تتميّز به سلطنة عمان، فهي «سخيّة في تقديم القواعد العسكريّة للأميركيّين على أرضها»، كما أنّها تواجه إيران جغرافياً عند مضيق هرمز حيث يمرّ أكثر من 20 في المئة من نفط العالم يومياً.
ولفت المعهد إلى الضغوط التي سيمارسها تشيني في الرياض في إطار ملفّ «مواجهة التطرّف الإسلامي»، وذلك رغم أنّ الكثير من المراقبين يرون أنّ السعوديّين ينتظرون رئيساً أميركيا جديداً بعدما أصبح الرئيس جورج بوش «بطّة عرجاء»، فيما العديدون يرون أنّ الملك السعودي عبد الله، يبلغ من العمر 85 عاماً ويوصف بأنّه «محدود» القدرات، وأنّ أحد الأمراء في الحدّ الأدنى، المرشّحين لخلافته، مصاب بالسرطان.
وكما لم تلقّ دعوات بوش لرفع منظّمة الدول المصدّرة للنفط، «أوبك»، من إنتاجها أيّ صدى لدى الرياض في أوّل العام الجاري، يبدو أنّ تشيني لن يضغط كثيراً على الملك عبد الله، في هذا السياق، حسبما أوضح مسؤول أميركي كبير تحدّث لوكالة «فرانس برس»، قائلا «أظنّ أنّه سيكتفي بمحادثات معمّقة عن الوضع الحالي لأسواق الطاقة العالميّة».
في المقابل سيشدّد تشيني، بحسب المسؤول نفسه، على أن تتقرّب السعوديّة أكثر من الحكومة العراقية بغية احتواء نفوذ طهران. وقال، معلقاً على الزيارة التاريخيّة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى بغداد، إنّه يأسف «لأنّ ليس هناك الكثير من المسؤولين النافذين في المنطقة على مستوى رفيع يقومون بزيارة بغداد»، مشيراً إلى أنّ نائب الرئيس الأميركي لن يطلب من الملك السعودي التوجّه شخصياً إلى العراق «لأنّنا لا نضع شروطاً كهذه. لكن سيكون من الجيّد تعيين سفير سعودي دائم وسفير مصري دائم» في بلاد الرافدين، وأن يقوم وزراء عرب مهمّون بزيارة بغداد.
وعن زيارته لفلسطين المحتلّة ولقائه رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، لفت مسؤول أميركيّ آخر، تحدّث للوكالة نفسها، إلى أنّ تشيني سيشدّد على أنّ «ثمة مخاطرة وتسويات تستحق العناء» تتعلّق بعمليّة السلام.
وأوضح المسؤول نفسه أنّ تشيني سيؤكّد للسلطات التركية، خلال زيارته لأنقرة، دعم الولايات المتحدة لها في مواجهتها مع «حزب العمّال الكردستاني» عند الحدود العراقيّة.