انضم الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى الدعوة الأميركية لمقاطعة القمّة العربية في دمشق إذا لم يتم انتخاب رئيس للبنان قبلها، مطالباً بممارسة «كل الضغوط» على العاصمة السورية، التي استنكرت هذه الدعوات الدولية.وقال المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، إن «دمشق تستخدم وكلاء لها في لبنان للحيلولة دون انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للبلاد، بينما تتناقص الغالبية المؤيدة للغرب في البرلمان مع تعرض بعض النواب للقتل». وأضاف أن «افضل فرصة لحل المشكلة هي قبل القمة العربية لأن عدداً من زعماء الدول العربية المهمة لن يشاركوا في القمة ما لم يحضرها رئيس للبنان».
ودعا سولانا، أمام منتدى بروكسل للعلاقات عبر الأطلسي، إلى «زيادة الضغط على سوريا من أجل إيجاد حل للوضع في لبنان. أعتقد أن الفرصة قائمة قبل هذه القمة التي ستعقد في دمشق». وأضاف «كي أكون صريحاً معكم، لست متأكداً من أن ذلك سيحدث. وإذا لم يحدث، فسندخل في أزمة خطيرة للغاية. وهذه الأزمة ستكون بالغة الشدة».
وأشار سولانا إلى أن التقرير التالي للمحقق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري من المقرر صدوره يوم 27 آذار، أي قبل يومين من قمة دمشق. وقال إن «سوريا يحتمل أن تكون قد زادت جرأة في سلوكها»، بعدما خلص تقرير للاستخبارات الأميركية العام الماضي إلى أن إيران تخلت عن جهودها الرامية لصنع أسلحة نووية في عام 2003. وأضاف أن «تقرير الاستخبارات الوطنية الأميركية أحدث تغييراً في دمشق، الشعور الذي ساد هو أنه لا يوجد خطر على الإطلاق (من عمل عسكري أميركي). ذلك الشعور لم ينقل إلى طهران فحسب، بل إلى دمشق أيضاً».
المطالبات التي أعلنها سولانا، من المرتقب أن ينقلها نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، مباشرة إلى المسؤولين العرب الذين سيلتقيهم في جولته الشرق أوسطية. وأشار تقرير لـ«معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، إلى أنّ تشيني سيضغط باتّجاه أنّ تفكر الرياض بحذر قبل حضور القمّة العربيّة.
في هذا الوقت، رفضت سوريا الدعوات الأميركية لمقاطعة القمّة. وقال مسؤول سوري رفيع المستوى، لـ«الأخبار» في القاهرة، إنه «لا يحق لأي جهة أن تحرض على مقاطعة أهم اجتماع سياسي عربي سنوي ولا أن تملي على أطرافه جدول أعماله أو كيف سيتصرفون إزاءه».
إلى ذلك، أُعلن رسمياً في طهران أن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، سيشارك في القمّة. وقال المتحدث باسم الخارجية، علي حسيني، للصحافيين «إن متكي مدعوّ وسيتوجه إلى دمشق».