قدّم وزراء الكويت استقالاتهم أمس إلى رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح، على خلفية العلاقة المتأزمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، حيث تفتقر الحكومة إلى الغالبية البرلمانية التي تمكّنها من الحكم المستقرّ.وأعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، فيصل الحجي، أن «النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وضع استقالته واستقالة الوزراء تحت تصرّف رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح»، على أن يتعامل معها الأخير «وفق القنوات والإجراءات الدستورية ووفقاً لما يراه مناسباً».
وأوضح الحجي، عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، أنّ «المجلس ناقش العلاقة المتأزّمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وما يسودها من شدّ وجذب، آخذاً بعين الاعتبار مصلحة الوطن والمواطنين التي هي هدف الحكومة أولاً وأخيراً».
بدوره، قدّم رئيس الوزراء استقالة الحكومة إلى نائب الأمير ولي العهد الشيخ نوّاف الأحمد الصباح، بسبب سفر الأمير صباح الأحمد الصبّاح. وبحسب الدستور الكويتي، يمكن الأمير إما أن يقبل استقالة الحكومة ويؤلّف حكومة جديدة أو يحلّ البرلمان ويدعو إلى انتخابات مبكرةفي المقابل، قالت مصادر نيابية إن الاستقالة أتت بعدما اشتكى الوزراء من «نقص التعاون من جانب مجلس الأمة الذي تهيمن عليه المعارضة»، والذي من المرتقب أن يصوّت اليوم على قانون لزيادة رواتب المواطنين الكويتيين بمبلغ 50 ديناراً أي ما يعادل 188 دولاراً. وتعارض الحكومة الكويتية هذا القانون بقوة، وهي سبق أن زادت رواتب المواطنين الشهر الماضي بـ120 ديناراً أي ما يعادل 450 دولاراً، وهي زيادة اعتبرها مجلس الأمة غير كافية.
ورحّب عدد من النوّاب باستقالة الحكومة. وقال النائب الإسلامي أحمد باقر إن «استقالة الحكومة أتت في الوقت المناسب»، مضيفاً إن «الحكومة لا تتمتع بغالبية في البرلمان»، فيما وصف النائب المستقل علي الدقباسي الاستقالة بـ«الخبر السار». وتابع «نحن نرحب بعقد انتخابات مبكرة».
أمام الأزمات السياسية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، وُجّهت نداءات عديدة إلى أمير البلاد كي يقيل الحكومة ويدعو إلى انتخابات تشريعية مبكرة، ولا سيما أنّ الحكومة المستقيلة تفتقر إلى سند الغالبية البرلمانية، ما يضع البلاد في أزمة حكم على الدوام.
وتشهد الكويت توترات طائفية في أعقاب مشاركة عدد من الناشطين الشيعة في تجمّع تأبيني للقيادي في حزب الله عماد مغنية، الذي اغتيل الشهر الماضي والمتهم من جانب الكويت باختطاف طائرة كويتية في الثمانينات وقتل اثنين من ركابها.
(كونا، أ ف ب)