في ظلّ تصاعد ردود الفعل الدولية على حوادث التيبت الدامية الأسبوع الماضي، أعلن القادة التيبتيون في المنفى أن «المئات» قتلوا خلال قمع القوات الصينية للتظاهرات، فيما جددت بكين نفيها مواجهة التحرك بالقوة.ودعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الصين إلى «إيجاد وسيلة للتكلم مع (الزعيم الروحي للبوذيين) الدالاي لاما الذي يُعدّ مرجعاً، وهو ليس انفصالياً، وإيجاد طريقة لإشراكه وحمله على توظيف وزنه المعنوي في حل مستدام وأفضل لموضوع التيبت».
واتسمت مواقف العواصم الأوروبية بالاعتدال، حيث قامت باريس بـ«لفت» نظر بكين في بيان لوزارة الخارجية «إلى أهمية احترام حقوق الإنسان»، فيما شددت الخارجية الألمانية على أهمية «بذل كل شيء لمنع أي تصعيد جديد للموقف والتوصل إلى نهاية سلمية لهذا الصراعأما وزير الخارجية الإيطالي، ماسيمو داليما، فأكد أن «إيطاليا ترى القمع الصيني في التيبت غير مقبول»، مشيراً إلى ضغط تمارسه الدبلوماسية الإيطالية لحث الصين على إطلاق حوار مع السكان التيبتيين «يفضي إلى الإقرار بحقوقهم وحرياتهم الدينية».
كذلك أعلن الاتحاد الأوروبي، على لسان مفوّضه الرياضي يان فيجل، رفضه مقاطعة الدورة الأولمبية.
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أنها «تعدّ التيبت جزءاً لا يتجزأ من الصين، وأن تسوية العلاقة مع الدالاي لاما هي شأن داخلي صيني». وأضافت أن «محاولات تسييس تنظيم الدورة الصيفية للألعاب الأولمبية في الصين عام 2008 غير مقبولة».
بدورها، حمّلت الحكومة الصينية الإقليمية في التيبت، على لسان رئيسها كيانغبا بونسونغ، مسؤولية القتلى للمتظاهرين. وشدد كيانغبا على أن المحتجّين «قتلوا أو أحرقوا 13 مدنياً أبرياء»، وأضاف: «خلال العملية، لم تستخدم قوات الأمن أسلحة قاتلة»، مشيراً إلى أن «جيش التحرير الشعبي لم يكن ضالعاً على الإطلاق في التعامل مع الحادث». وفيما جدد رئيس الوزراء في حكومة التيبت في المنفى، سامدونغ رينبوشيه، دعوة الدالاي لاما إلى «إرسال بعثات أو لجان إلى التيبت» لتقصّي الحقائق، أصدر البرلمان التيبتي في دارمسالا الهندية بياناً أعلن فيه «تبليغ» الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأن «التظاهرات الكبيرة التي بدأت في العاشر من آذار في العاصمة لاسا ومناطق أخرى في التيبت أدت إلى مقتل مئات التيبتيين من خلال استخدام القوة».
واستمرّت التحركات التيبتية في غرب الصين، حيث تقدم الرهبان مسيرات شملت آلاف الأشخاص في محيط دير لابرانغ، أحد أبرز المعالم البوذية التيبتية، في إقليم غانسو.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)