أعلن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أمس أنّه لم يُتَوَصَّل إلى اتفاق مع واشنطن في شأن خططها لنشر درع مضادة للصواريخ في تشيكيا وبولندا، وذلك رغم ما وصفه ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس بأنّه «أجواء إيجابيّة» سادت المحادثات بين كبار المسؤولين من الجانبين في موسكو.وقال لافروف، للصحافيين: «تحدّثنا عن مسائل لم نتوصّل إلى اتفاق بشأنها، وأعني بالطبع الدرع الصاروخيّة المضادة للصواريخ ومستقبل معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية»، «ستارت». غير أنّه أفاد بأنّه في ما يتعلّق بالدرع الصاروخية، ستتسلّم موسكو خطياً اقتراحات «مفيدة ومهمّة» من الأميركيين. وقال إنّ واشنطن «أقرّت بأنّ لدينا مخاوف مشروعة، وقدّمت اقتراحات لتهدئة هذه المخاوف».
وفي وقت سابق، أشادت رايس ونظيرها الروسي بالأجواء الإيجابية التي تسود الجهود للتغلب على خلافاتهما بشأن الدرع، التي تقول روسيا إنّها تهدّد أمنها القومي، فيما تزعم واشنطن بأنّها لمواجهة خطر الدول المارقة.
والتقت رايس وزميلها في وزارة الدفاع، روبرت غيتس، بنظيرهما الروسيين لافروف وأناتولي سرديوكوف خلال اليوم الثاني من المحادثات بعد لقائها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المنتخب ديمتري ميدفيديف أول من أمس.
وقالت رايس، قبل اللقاء أمس: «لقد كانت الأجواء إيجابيّة أمس (الاثنين) ونتطلّع إلى المزيد من العمل اليوم (أمس)، والحصول على مزيد من التفاصيل حتى نتمكّن من أن نقوّي شراكتنا ونتغلّب على بعض الخلافات»، فيما قال لافروف: «نحن راضون عن الطريقة التي تتطوّر فيها علاقاتنا، وكلانا يدرك ضرورة تجاوز خلافاتنا».
ويأتي فشل المحادثات بعدما كان غيتس قد توقّع أن يتوصّل الجانبان إلى اتفاق بشأن خطط الدفاع الصاروخي قبل أن يغادر الرئيس جورج بوش البيت الأبيض في كانون الثاني المقبل. وفي هذا الصدد، قال المحلّل السياسي، محرّر صحيفة «روسيا في الشؤون الدوليّة»، فيودور لوكيانوف، إنّه يشكّ في تصريح غيتس، مشيراً إلى أنّ الجانبين محكومان بالسياسة الداخليّة في بلديهما.
وأكّد لوكيانوف أنّ من غير المرجح أن يغيّر بوش موقفه حيال الدرع المضادة للصواريخ خلال عامه الأخير في الرئاسة، أمّا روسيا فإنّها ستنتظر فوز الديموقراطيّين المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركيّة التي ستجري في تشرين الثاني المقبل. وأضاف أن «الجانب الروسي يمكنه أن يتوقّع أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة على الأقل بإعادة التقويم»، موضحاً أنّ ميدفيديف وبوتين يمران بمرحلة انتقاليّة حسّاسة لا يرغبان فيها في اتخاذ قرارات مهمة.
ومن المشاركين في اللقاء عضو البرلمان السابق فلاديمير رايزهكوف الذي قال لإذاعة «صدى موسكو» إنّه أطلع رايس على آخر الضغوط التي مارستها السلطات الروسية على حركات المعارضة، من بينها سجن المعارض ماكسيم زيزنيك، بتهمة إهانة ضابط شرطة. وقال: «أوضحت كيف أصبحت روسيا أكثر سلطويّة وأكثر شوفينيّة وانعزاليّة وعدوانيّة».