دانت صواريخ المقاومة الفلسطينية باعتبارها «جريمة»... ووعدت بالعمل «لإعادة المخطوفين»وشكرت ميركل الكنيست لتمكينها من إلقاء خطابها بالألمانية. وقالت بالعبرية «إني أشكركم على سماحكم لي بالتحدث إليكم في هذا البرلمان المحترم، وهذا شرف كبير بالنسبة إلي». وأضافت أنه «فقط إذا اعترفت ألمانيا بمسؤوليتها عن المحرقة بإمكانها بناء مستقبلها بصورة إنسانية».
ووصفت ميركل إطلاق مقاومين فلسطينيين في قطاع غزة صواريخ «القسام» باتجاه جنوب إسرائيل بأنه «هجمات إرهابية» و«جريمة». وقالت إنه «يجب وقف إطلاق هذه الصواريخ». وأضافت أن «ألمانيا تؤيّد حل الدولتين ضمن حدود أمن وسلام»، وأنه «واضح أن جميع الأطراف مطالبون بتقديم تنازلات».
وقالت ميركل إن «البرنامج النووي الإيراني يمثّل خطراً على السلام والأمن»، وإنه «إذا كان بحوزة إيران سلاح نووي، فسيكون لذلك نتائج مدمرة، في البداية على إسرائيل وبعد ذلك على الشرق الأوسط وأوروبا والعالم». وتابعت: «ليس واجباً على العالم أن يثبت لإيران أنها تبني قنبلة (نووية)، بل على إيران إقناع العالم بأنها لا تريد حيازة قنبلة».
وقالت ميركل إنه «إذا لم تُجد العقوبات على إيران، فإن ألمانيا ستعمل على فرض عقوبات إضافية»، وتعهدت بحثّ الاتحاد الأوروبي على ذلك. وأضافت أنها ستعمل مع الاتحاد الأوروبي من أجل اتخاذ موقف واضح وصارم حيال إيران. وتابعت: «يجب إيقاف العداء للسامية، ويحظر أن يجد مكاناً له في ألمانيا وأوروبا في أي زمن».
وفي ختام كلمتها، حيّت ميركل بالعبرية إسرائيل لمناسبة يوم استقلالها الستين. وقالت: «تحياتي لاحتفالات 60 عاماً على دولة إسرائيل، سلام».
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في الجلسة نفسها، إن «الشعب اليهودي لم يعد عاجزاً مثلما كان في الماضي، ودولة إسرائيل ستعرف كيف تدافع عن نفسها أمام أي تهديد وعدوان. رغم ذلك، فإن المسألة الإيرانية تتجاوز شؤون إسرائيل وتمثّل خطراً كبيراً على استقرار الشرق الأوسط وسلامة العالم».
وأضاف أولمرت أن «الإنجاز الأكبر لزيارة ميركل هو تأليف هيئة تشاورية لكلتا الحكومتين، وهي هيئة تشارك فيها ألمانيا دولاً قليلة، وإسرائيل تقدّر ذلك، وترى فيه بشرى ثمينة لدولة إسرائيل ابنة الستين، ورافعة لتعزيز العلاقات مع ألمانيا».
أما رئيس المعارضة رئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، فقال خلال جلسة الكنيست إن «ميركل هي ضيفة مرحب بها من جميع أطياف الشعب، حتى وإن كان عدد من أعضاء الكنيست غير حاضرين في القاعة». وأضاف أن على «ألمانيا وأوروبا أن توضحا أنه لن يكون لإيران سلاح نووي، والعمل بجهد أكبر لفرض عقوبات عليها. وإذا لم توقف العقوبات البرنامج النووي، فإن هناك خيارات أخرى بينها الخيار العسكري».
وقبل جلسة الهيئة العامة للكنيست، قالت ميركل، خلال مأدبة غداء، «نريد أن نساعد إسرائيل على حل مشاكلها الصعبة، وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل إعادة المخطوفين»، في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حزب الله في لبنان و«حماس» في قطاع غزة.
وتغيّب عشرة نواب من أصل 120 في الكنيست عن هذا الحدث التاريخي، بعضهم احتجاجاً على استخدام اللغة الألمانية. وقال النائب من اليمين المتطرف، أرييه الداد، «إنني احتج على قرار السماح بسماع خطاب باللغة الألمانية (في الكنيست). أعرف أن آخر كلمات سمعها أجدادي وأعمامي الذين لم أعرفهم كانت كلمات باللغة الألمانية»، في إشارة إلى أفراد عائلته الذين قتلوا بأيدي القوات
النازية.
وأثار إلقاء كلمة بالألمانية في الكنيست احتجاجات غاضبة في الدولة العبرية في السابق.
فعندما ألقى الرئيس الألماني يوهانس راو كلمة في الكنيست في عام 2000 بالألمانية، غادر العديد من النواب الإسرائيليين القاعة احتجاجاً.
وبعد خمس سنوات، لقي خلفه هورست كوهلر استقبالاً أكثر حرارة في الكنيست حين ألقى كلمته بالألمانية، لكنه طعّمها بعبارات عبرية.