مع ارتفاع أعداد القتلى في الاضطرابات التي تشهدها المقاطعات الصينية الغربية في التيبت وغانسو، حيث سقط أمس 19 قتيلاً، هدد الزعيم البوذي الدالاي لاما بالاستقالة إذا استمر الوضع بالتدهور.ونفى الدالاي لاما علاقته بأحداث العنف قائلاً: «هذه الحركة خارجة عن سيطرتنا». وأضاف: «نحن لسنا في وضع يخولنا القول للتيبتيين المقيمين تحت الحكم الصيني بما يجب القيام به».
ودعا الزعيم البوذي، خلال استقباله صحافيين أجانب في مقره في دارامسالا في شمال الهند، أبناء بلاده «إلى عدم استخدام العنف». وأضاف: «إذا كانت الأمور تتجه للخروج عن السيطرة، فالخيار حينئذ سيكون أن أستقيل بالكامل».
وشدد الدالاي لاما على أن استقلال التيبت «ليس وارداً»، ودعا التيبتيين والصينيين إلى العيش «جنباً إلى جنب»، عارضاً على السلطات الصينية التحاور معه من أجل التحقيق في أعمال العنف الأخيرة.
وكان «مؤتمر الشباب التيبتي» في الهند قد انتقد بشدة أول من أمس الموقف المعتدل للدالاي لاما، ودعا على لسان رئيسه تسيوانغ ريغزين التيبتيين إلى «مواصلة تظاهرتهم حتى خروج الصين من التيبت»، مؤكداً أن «الدالاي لاما خارج اللعبة في الوقت الحاضر. إنه تحرك نابع من الشعب التيبتي».
رغم ذلك، أجاب رئيس الوزراء الصيني وين جياباو عن سؤال بشأن إمكان حصول اتصال بين الدالاي لاما وبكين، بأنه على زعيم التيبت أن «يتخلى أولاً عن فكرة الاستقلال»، مضيفاً: «عندها بابنا مفتوح للحوار معه». وأكد أنه لدى بكين «الكثير من الأدلة التي تثبت أن هذه الحوادث كانت من تنظيم وتدبير وتخطيط وتحريض جماعة الدالاي لاما»، مشيراً إلى أن هذه الحركة هدفها «نسف دورة الألعاب الاولمبية» التي تنظم في الصين في آب المقبل. وأضاف: «هذا كله يكشف أن المزاعم المستمرة لبطانة الدالاي بأنهم لا يسعون إلى الاستقلال، بل الحوار السلمي ليست سوى أكاذيب».
وأقر رئيس الحكومة للمرة الأولى بأن حركة الاحتجاج التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي، في لاسا عاصمة التيبت، توسعت إلى مناطق أخرى. وامتدت الاحتجاجات أمس إلى المناطق التي تسكنها أقليات تيبتية، وبينها ولاية غانسو، حيث قتل 19 متظاهراً بالرصاص.
إلى ذلك، استمرت ردود الفعل في أوروبا على أحداث التيبت، حيث تظاهر المئات في سويسرا وبروكسل لمطالبة الاتحاد الأوروبي بمقاطعة الألعاب الأولمبية وإرسال بعثة للتحقيق في أعمال العنف الأخيرة.