بول الأشقرومنذ بداية الاجتماع، توتّرت الأجواء، حين أخذ الوفد الكولومبي يوزِّع على المجتمعين صورة نشرها موقع جريدة «التيمبو»، نقلاً عن كمبيوتر القيادي في «الفارك» راوول ريّس، أبرزته مجتمعاً مع رجل قالت الصحيفة ـ ومن بعدها الدبلوماسية الكولومبية ـ إنه وزير الداخلية الإكوادوري، غوستافو لاريا. لكن الدبلوماسية الإكوادورية نفت حقيقة الصورة جملة وتفصيلاً، وتبيّن في ما بعد أنها صورة لرئيس الحزب الشيوعي الأرجنتيني، ما حتَّم اعتذاراً رسمياً من الجريدة التي أقرَّت بخطئها. وكانت هذه الحادثة سبباً لتؤكد الإكوادور أنها لن تعيد العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا «قبل توقُّف الحرب الإعلامية القذرة التي يخوضونها ضدنا».
وخلال الاجتماع، الذي تخلّله العديد من الجلسات المُقفَلة، تعثَّر الاتفاق لأن كولومبيا حاولت ـ مستقوية بالوجود الأميركي ـ تضمين البيان إشارة إلى «الحرب على الإرهاب» أو تأليف لجنة متعدِّدة الجنسية لمراقبة الوضع على الحدود، فيما أصرَّت على إدانة كولومبيا.
أمام تعمُّق المأزق، لم يبق أمام المجتمعين إلّا العودة إلى «سكّة الحدّ الأدنى» التي كانت قد وفرَّتها قمة مجموعة «ريو»: تأكيد حرمة الحدود المطلقة، إدانة الغارة، لا مرتكبها، أخذ العلم بروايتي الطرفين «المتناقضتين» عن ظروف الحادث، وتوكيل الأمين العام للمنظمة متابعة الوضع على الحدود ومسألة «القوى غير الشرعية الموجودة هناك».
وبذلك، فشلت الولايات المتحدة وكولومبيا في إعادة إدخال جدول عملها في النص النهائي، وتمت العودة إلى «الحد الأدنى المشترك» للحؤول دون فشل الاجتماع. أما الوضع على الحدود الكولومبية ـ الإكوادورية فبقي على حاله، إذ أعلن الوفد الإكوادوري أن الجنود الـ3000 الذين انتشروا على الحدود المشتركة «باقون حتى تتحمَّل كولومبيا مسؤولياتها من جانبها».