شدّد المرشّح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة السيناتور عن ولاية أريزونا، جون ماكاين، من فلسطين المحتلّة أمس، على أنّ نجاح حركة «حماس» و«حزب الله» في المنطقة ليس خطراً على إسرائيل فحسب، بل يمثّل تهديداً وخطراً على المصالح القوميّة الأميركية أيضاً، معلناًَ «دعماً كاملاً» للدولة العبرية في مواجهتهما وإيران.وفي مقابلة مع صحيفة «جيروزالم بوست» على هامش زيارته إلى إسرائيل، قال ماكاين «إذا نجحت حركة حماس وحزب الله هنا، سينجحان في كل مكان، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في كل مكان. إسرائيل ليست العدو الوحيد لهما». وأضاف «إنهما ملتزمان إلغاء كل ما تؤمن به وتدافع عنه الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب. ولهذا، فإن مصلحة أميركا القوميّة أبعد من تحالفنا مع دولة إسرائيل».
ولفت ماكاين إلى أنّه فيما لن يطلب من إسرائيل مقاطعة «حماس»، إلّا أنه شخصياً ضد الحوار معها. وقال: «ليخبرني أحدكم كيف يمكن التفاوض مع منظمة كرّست نفسها لإبادتكم؟»، مؤكّداً «التفهّم» للعمليّات العسكريّة التي تشنّها إسرائيل في قطاع غزة رداً على سقوط صواريخ المقاومة.
وكان ماكاين، الذي زار إسرائيل للمرة الأولى عام 1979، ويرافقه في زيارته الحاليّة السيناتوران جو ليبرمان وليندسي غراهام، حذِراً حيال توجيه نصائح أو تجاوز خط نص السياسة التي يجب على الحكومة الإسرائيلية اعتمادها. وقال: «يجب أن ندرك أن الولايات المتحدة وإسرائيل شريكان، وأنّ إسرائيل ليست زبوناً للولايات المتحدة. وفي هذه الحالة، لا تفرض دولة رأيها على الأخرى في ما يجب فعله للمحافظة على وجودها».
وفيما إذا كانت إسرائيل تستخدم التكتيك المناسب لمنع الهجمات الصاروخيّة على سديروت وغرب صحراء النقب، حيّا ماكاين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ووصفه بأنّه «أحد أعظم العسكريّين». وقال: «لا يمكنني إعطاؤكم جواباً جيّداً عن كيفية مواجهتكم هذه الهجمات الصاروخية». غير أنّه استدرك قائلاً «أعتقد أنه إذا جاءت الهجمات الصاروخية عبر حدود الولايات المتحدة، فإن الشعب الأميركي سيتخذ على الأرجح خطوات صارمة في الرد عليها. وأعتقد أني أعرف سكان دائرتي الانتخابية في أريزونا، وسيكون تصرّفهم قاسياً جداً إذا جاءت الهجمات الصاروخية عبر حدودنا الجنوبيّة».
واحتفظ السياسي الهرم (72 عاماً) بأقسى انتقاداته لطهران التي اتهمها بالسعي بشكل أحادي إلى الحصول على أسلحة نوويّة، وهي ملاحظات تتناقض بشكل جذري مع ما ورد في التقويم الاستخباري الأميركي في العام الماضي. وقال «أعتقد أن إيران تهدّد المنطقة»، مضيفاً إنّ الإيرانيين لا يسعون «إلى الحصول على أسلحة نووية» فحسب، بل «يسلّحون ويدربون المتطرّفين من أجل إرسالهم إلى العراق ودعم حزب الله والتأثير على سوريا»، ومشدّداً على أنّ الطموحات النوويّة الإيرانيّة تتضمّن «زعزعة استقرار المنطقة بأكملها التي تحتضن مصالح الأمن القومي الأميركي... وفي نهاية الأمر، لا يمكننا السماح برؤية إيران تمتلك أسلحة نووية».
ولم يطلق ماكاين وعوداً في ما يتعلّق بوزير الخارجيّة الأميركيّ السابق، جايمس بايكر، الذي يسبّب قلقاً للعديد من داعمي إسرائيل في الولايات المتحدة، والذي سرت شائعات تناولت إمكان توليه مهمة المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط في إدارة ماكاين. غير أن الشيء الوحيد الذي وعد به هو أنه بغض النظر عن الشخص الذي سيتولّى هذا الدور «إنّني على دراية تجعلني أنخرط شخصياً وأعطي هذه المسألة الأولويّة اللازمة».
والتقى ماكاين، الذي تحدث هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك، وزعيم حزب الـ«ليكود» بنيامين نتنياهو، كما زار «حائط المبكى».
وكان من المقرّر أن يحلّق برفقة باراك في مروحيّة عسكريّة فوق الأراضي المحتلّة «لتكوين صورة عن المشاكل الأمنية التي تواجهها إسرائيل»، على أن يغادر متوجهاً إلى فرنسا وبريطانيا.
وفي ختام اللقاء الذي جمعه مع ليفني، أكّد السيناتور الأميركي أنّه يعتقد أن «الرئيس عباس يريد لعملية (المفاوضات مع إسرائيل) أن تنطلق. وأنّه لا يدعم نوع الأعمال التي تحصل في غزة».
وفي الولايات المتّحدة، اتّهم الحزب الديموقراطي ماكاين بجهل الحقائق والتحديات التي تواجه الولايات المتحدة في العراق وبأنه غير مؤهّل لقيادة البلاد في هذا المجال. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن الناطقة باسم اللجنة الوطنية للحزب، كارين فيني، قولها إن السياسي الجمهوري «أظهر إمّا أنه لا يفهم التحديات التي تواجه العراق والمنطقة، أو أنه مستعد لتجاهل الحقائق على الأرض»، وذلك بعدما قال أثناء مؤتمر صحافي في عمّان، إنّ «إيران تأخذ عناصر (تنظيم) القاعدة إلى أراضيها وتدرّبهم ثم ترسلهم مجدداً» إلى العراق، وهو ما صحّحه له السيناتور ليبرمان عندما همس في أذنه أنّ طهران تدعم «المتطرّفين الشيعة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)