ليونة أميركيّة تجـاه «حمـاس»... وعريقات يحذّر من انهيار السلطةمن جهته، قال مبعوث «حماس» إلى صنعاء، موسى أبو مرزوق، إن الحركة موافقة على عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سيطرتها على غزة، أي عودة حكومة إسماعيل هنية، «وأي اختلاف حول ذلك يجب حله بواسطة الحوار». وذكر أن «عودة الأوضاع الصحيحة تحتاج إلى حوار، لأن السؤال الذي طرأ هو أنه كانت هناك حكومة وحدة وطنية قبل 13 حزيران، فما هو مستقبل هذه الحكومة، وهل حكومة سلام فياض هي حكومة وحدة وطنية؟». وأضاف «نحن وافقنا المبادرة اليمنية للبدء بهذا الحوار من دون أي شروط مسبقة». ورأى أن النقاط السبع التي حددها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح «هي النقاط التي يجب أن يبنى عليها الحوار».
أما رئيس وفد «فتح»، عزام الأحمد، فقال إن الحوار مع «حماس» «لن يتم إلا بعد إنهائها انقلابها في غزة، وهو الإجراء الوحيد الذي يمهد لأي حوار معها في إطار حوار وطني شامل على خلفية شرعية واحدة، وينتهي بانتخابات تشريعية ورئاسية يلتزم الجميع بنتائجها». وأكد أن السلطة الفلسطينية لن تخضع أبداً للشروط التي تضعها حركة «حماس».
في هذا الوقت، قالت صحيفة «هآرتس» «إن إسرائيل ومصر تديران مفاوضات مكثفة في محاولة للتوصل إلى تسوية تسمح بهدوء طويل في قطاع غزة، إلى جانب إعادة فتح معبر رفح». وأشارت إلى أن «ما يجري في الأسابيع الأخيرة على حدود قطاع غزة، هو قتال منخفض بشدة، وأساس المناوشات جرى مع الجهاد الإسلامي، وهي أيضاً مضبوطة بشكل عام». وأضافت أن «حماس لا تزال تمتنع عن إطلاق النار على إسرائيل، حيث تلقى الجيش الإسرائيلي تعليمات بعدم العمل ضد عناصر حماس في هذه المرحلة».
وأكدت الصحيفة أن الاتصالات التي تديرها مصر مع إسرائيل وبالتوازي مع قيادة «حماس» «ترمي إلى تحقيق اتفاق يسمح بهدوء على مدى طويل نسبياً. حماس تسعى إلى أن ترفع بالمقابل الحصار الاقتصادي عن القطاع. ويبدو أن إسرائيل تعارض ذلك، ولكنها كفيلة بأن توافق على حل في إطاره يفتح معبر رفح بشكل جزئي. أما مصر فوعدت بتشديد الصراع ضد التهريب على حدود القطاع، بمساعدة تكنولوجيا أميركية».
وفي السياق، ذكرت مصادر دبلوماسية عربية في واشنطن، لصحيفة «نيويورك تايمز»، أن إدارة الرئيس جورج بوش تستخدم مصر كوسيط لفتح قناة اتصال بين إسرائيل وحركة «حماس»، وذلك في إشارة إلى تليين الموقف الأميركي من الحركة.
ووصف دبلوماسي عربي منخرط في جهود الوساطة الجولات بين الأطراف بالمناورة الاجتماعية في مدرسة ثانوية. وقال «هم يريدون التحدث بعضهم مع بعض من دون القول إنهم يفعلون ذلك».
إلى ذلك، حذّر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من أن السلطة الفلسطينية قد تنهار في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل عام 2008، مضيفاً أن «تداعيات (مثل هذا الفشل) لن تنحصر بإسرائيل والسلطة الفلسطينية، بل ستمتد إلى كل المنطقة». وأقر بأن شعبية عباس وحركة «فتح» تراجعت بسبب عدم إحراز تقدم في عملية السلام، كما أظهر استطلاع للرأي أجري في الآونة الأخيرة.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب،
يو بي آي، رويترز)