برلين ـ غسان أبو حمدلقيت زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إسرائيل في الأيام الثلاثة الماضية، صدى إيجابياً واسعاً في الداخل الألماني، وصفته وسائل الإعلام بـ«الموقف التاريخي في الدفاع عن إسرائيل»، إلاّ أنّها لم تسلم من الانتقادات التي حذّرتها من ارتكاب خطأ جورج بوش و«التحيّز» في عملية السلام في الشرق الأوسط.
ورأى التلفزيون الألماني الرسمي «أي أر دي» أن موقف المستشارة «يقلّل من حجم المخاطر والتهديدات القوية التي تتعرّض لها دولة إسرائيل حالياً،ويدفع بالمواطنين الألمان إلى فهم أهمية قيام الديموقراطية ومعانيها في الشرق الأوسط»، مثنياً على ما قامت به ميركل قائلاً «لقد فعلت العمل المناسب، في الوقت المناسبوعلّقت الوكالة الألمانية الرسمية للأنباء على جملة لميركل ذكرت فيها «مسؤولية ألمانيا التاريخية تجاه تأمين أمن إسرائيل ودعمها ليست مجالاً للمساومة» بالقول إنّ هذا يعني أنّ «أوروبا والمجموعة الدولية تعمل بقوة لوقف البرنامج النووي الإيراني»، كما يعني أنّ ميركل «ترى إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة عملاً إجرامياً، لأنّه يضع المواطنين الإسرائيليين في حالة دائمة من الخوف والرعب، كما تضع المحرقة النازية بحق اليهود ألمانيا في موقف المدافع عن حق إسرائيل بالوجود».
في المقابل، حذّر منتقدو الزيارة من التحيّز في صراع الشرق الأوسط، وإلا «خسرت ألمانيا نفوذها في المنطقة». وجاء في كتابات محرّري الصحف الألمانية أنّ آمال برلين في أداء دور بنّاء في عملية السلام في الشرق الأوسط قد تُبعثر إن بدت مقرّبة جداً من إسرائيل.
وقال اليساري المعتدل سودتش زي تانغ «على ألمانيا أن تحذر من ارتكاب خطأ (الرئيس الأميركي جورج) بوش، واتخاذ موقف متحيّز من عملية السلام في الشرق الأوسط»، مضيفاً «على المستشارة أن تعبّر عن استقلاليتها وتنتقد إسرائيل مباشرة لاحتلالها وسياستها الاستيطانية، فالصديق العبقري يقول الحقيقة».
كذلك، حذّرت صحيفة «بيلد» اليومية المعروفة بدفاعها عن إسرائيل ميركل من أنّ التضامن الكلي مع إسرائيل قد يجرّ البلاد إلى أن تقف إلى جانبها في الدفاع يوماً ما. وقالت «إعلان الصداقة والتحالف مع إسرائيل، قد يستدعي من ألمانيا أن تتدخل في حال تأزّمت الأمور في الشرق الأوسط، وإذا ما أرادت إيران جدياً امتلاك القنبلة النووية»، وحثت مستشارتها على التكلّم «بوضوح عن هذه المسألة، وأن تشرح إلى أي مدى مستعدّة ألمانيا للذهاب ولماذا عليها أن تحمي وجود إسرائيل».
من جهته، قال زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض فريتز كوهن إنّه «كان على ميركل خلال محادثاتها مع الإسرائيليين أن تنصحهم بأنّ المفاوضات مع الفلسطينيين، ومن ضمنهم حماس، هي السبيل الوحيد لضمان الأمن الدائم، وأن تنتقد بصراحة الاستيطان الإسرائيلي».