شهيدان في القطاع... ومصر تطلق 33 معتقلاً لـ«حماس» غزة ــ رائد لافي
كشفت مصادر فلسطينية مطّلعة أمس أن القيادة المصرية قدمت إلى وفدي حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي خلال جولة المباحثات الأخيرة معهما في مدينة العريش قبل أيام، مشروعاً للتهدئة ووقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة وسلطات الاحتلال، التي اجتاحت آلياتها جزءاً من قطاع غزة، ما أدّى إلى سقوط شهيد.
وقالت مصادر فلسطينية لـ «الأخبار» إن مشروع التهدئة، المقدّم من مصر، يعكس موقفاً إسرائيلياً من أربع نقاط، أبرزها حصر النطاق الجغرافي للتهدئة في قطاع غزة، واستثناء الضفة الغربية، رافضة تفصيل باقي نقاط المشروع. وأشارت إلى أن حركة «حماس» لا تمانع أن تقتصر التهدئة على القطاع، شرط أن تقود إلى إنهاء الحصار الخانق، وفتح المعابر وخصوصاً معبر رفح الحدودي مع مصر، غير أن حركة الجهاد الإسلامي تعارض ذلك، وتصر على إنجاز تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة في الضفة والقطاع.
ووفقاً للمصادر، فإن دولة الاحتلال ترغب في تهدئة تؤدي إلى وقف إطلاق الصواريخ المحلية الصنع على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع في منطقة النقب الغربي، مع ضمان بقاء الضفة الغربية مسرحاً لعمليات عسكرية وقتما شاءت وحسبما تقتضيه المصلحة الإسرائيليةوأشارت المصادر إلى أن حركة «حماس» تجري في هذه الأثناء مشاورات تنظيمية داخل أطرها القيادية في الداخل والخارج، لبلورة رد رسمي على مشروع التهدئة، لإطلاع المصريين عليه خلال أيام قليلة مقبلة.
ميدانياً، قالت مصادر محلية وشهود عيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تساندها آليات عسكرية عديدة توغلت مسافة محدودة في محيط موقع «كيسوفيم» العسكري الواقع على خط التحديد جنوب قطاع غزة، وسط عمليات إطلاق نار كثيفة في تجاه المزارعين والمنازل السكنية.
وأشارت المصادر إلى أن المزارع يوسف أبو ظاهر (55 عاماً) استشهد على الفور جراء إصابته بعيارات نارية في أنحاء عديدة من جسده، بينما كان يقوم بالعمل في أرضه الزراعية القريبة من الموقع العسكري.
وفي وقت سابق، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد المقاوم في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، نضال شقورة (22 عاماً)، متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام.
إلى ذلك، أطلقت أجهزة الأمن المصرية سراح 33 معتقلاً فلسطينياً من أنصار حركة «حماس»، بعد اعتقال دام نحو شهرين في السجون المصرية، عقب إلقاء القبض عليهم داخل الأراضي المصرية بعد اجتيازهم الحدود بين القطاع ومصر.
وقال القيادي في حركة «حماس»، أيمن طه، إن «إطلاق سراح المعتقلين يأتي تتويجاً للجهود والاتصالات المستمرة بين حماس والمسؤولين المصريين». وعلمت «الأخبار» أن سلطات الأمن المصرية أبقت على ثلاثة معتقلين من أنصار «حماس» في سجونها.
وكانت سلطات الأمن المصرية قد أفرجت على مراحل عن نحو مئة معتقل فلسطيني من سجونها، غالبيتهم من أنصار حركة «حماس»، ممن اجتازوا الحدود عقب تفجير ثُغر واسعة فيها قبل نحو شهرين.
وأبدت حركة «حماس»، على لسان طه، استهجانها الطريقة التي تعامل بها الأمن المصري مع المعتقلين الفلسطينيين في سجون شمال سيناء، والتحقيق القاسي والمهين الذي تعرض له أنصار حركة «حماس». وقال إن «أجهزة الأمن المصرية أخضعت معتقلي حماس لتحقيقات مهينة وقاسية لدفعهم للإجابة عن أسئلة حساسة تخص تحركات المقاومين وأماكن تخزين السلاح وصناعة الصواريخ، ومكان احتجاز الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط».