تشيني يتّهم سوريا وإيران بعرقلة «مفاوضات السلام»تجاهل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، أمس، الإجراءات الإسرائيلية المعرقلة لمفاوضات السلام، ليلقي تبعات العرقلة على سوريا وإيران عبر حركة «حماس»، واضعاً شروط للمصالحة الفلسطينية بتراجع الحركة الإسلامية عن سيطرتها على غزة، ومعلناً عن زيارة جديدة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل.
ووسط تظاهرات احتجاجية، دانت السياسات الأميركية في الشرق الأوسط، بدأ تشيني زيارة إلى تركيا، المحطة الأخيرة في جولته الشرق أوسطية، آتياً من إسرائيل، حيث اتهم إيران وسوريا «ببذل كل ما في وسعهما لنسف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين».
وقال تشيني إن «حماس تحاول إحباط جهود السلام، وهناك أدلة على أن إيران وسوريا تدعمان هذه المحاولات». وجدّد «التزام الرئيس الأميركي جورج بوش بالمساعدة للمضي قدماً بعملية السلام، معإدراكه للصعوبات». وأضاف أن رايس «ستعود إلى المنطقة خلال الأسبوع المقبل»، وذلك بعد ثلاثة أسابيع على زيارتها إلى المنطقة بهدف إحياء مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكرّر تشيني، خلال فطور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت، «دعم واشنطن الراسخ لأمن إسرائيل، وعدم ممارسة أي ضغوط عليها، من شأنها أن تشكّل خطراً على أمنها»، مطمئناً «الفلسطينيين في الوقت نفسه إلى حسن نية الولايات المتحدة تجاههم».
ودخّل تشيني على خطّ المصالحة بين «فتح» و«حماس»، معتبراً أن أي مصالحة «مشروطة بتخلي الأخيرة عن السلطة في قطاع غزة».
وكان تشيني قد حذّر، بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول من أمس، من أن استمرار الهجمات الصاروخية على إسرائيل يضرّ بالتطلعات لقيام دولة فلسطينية «كان ينبغي أن ترى النور منذ مدة طويلة». وأضاف «أن الولايات المتحدة تتعهد بتقديم وسائل لمساعدة الفلسطينيين على وضع البنى التحتية الضرورية لإقامة ديموقراطية مستقرة آمنة ومزدهرة بقيادة حكومة تنضم إلى الحرب على الإرهاب، وتستجيب لتطلعات شعبها».
أما عباس فقد هاجم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية واعتداءات الجيش الإسرائيلي التي تحول دون تحقيق تقدم في عملية السلام. وأوضح أن «الأمن والسلام لا يتحققان من خلال التوسع الاستيطاني وإقامة الحواجز، والتصعيد العسكري ضد قطاع غزة، والاجتياحات المتواصلة لمدن وقرى الضفة الغربية، والاعتقالات التي نجم عنها وجود أكثر من 11 ألف أسير»، معرباً في الوقت نفسه عن تقديره «للجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية، وتصميم بوش على إنجاز اتفاق فلسطيني ـــــ إسرائيلي خلال العام الجاري».
وجدّد عباس إدانته لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، قائلاً «إننا نؤمن بسلام حقيقي يضع حداً لهذا الصراع المزمن الذي يشكل بؤرة توتر في المنطقة، إن لم يكن على المستوى العالمي». وأعرب عن أمله في «استمرار الدعم لمؤتمر موسكو المقبل لمتابعة ما أنجز في أنابوليس».
ولم يغب الملف الإيراني عن مباحثات تشيني في الدولة العبرية، إذ شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، بعد لقائه نائب الرئيس الأميركي، على أن إسرائيل «ترى أن فرض عقوبات اقتصادية على إيران لا يزال موضوعاً مطروحاً، لكن يجب عدم استبعاد أي خيار». وأضاف أن «خطط تعاظم قوة إيران تشكل خطراً على استقرار المنطقة والعالم بأسره».
وبالانتقال إلى الملف العراقي، اكتفى تشيني «بالأسف لكل ضحية أميركية تسقط في العراق. يترك ذلك أثراً نفسياً على الرأي العام. إنها مأساة»، وذلك بعدما وصلت حصيلة القتلى الأميركيين في العراق إلى أربعة آلاف.
من جهة أخرى، قال تشيني إن السعودية أوفت بوعدها بزيادة طاقة إنتاج النفط على مدى السنوات الثلاث الماضية، وذلك بعدما اجتمع بالملك السعودي عبد الله يوم الجمعة الماضي.
ويتوقع أن تتناول محادثات تشيني في تركيا، حيث التقى الرئيس عبد الله غول، العمليات العسكرية التركية ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق، ونشر قوات تركية إضافية في أفغانستان، وتشديد الضغط على إيران، وإقامة نظام دفاعي صاروخي أميركي في تركيا.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)