واشنطن ـ محمد سعيد يكشف حادث إطلاق باخرة الشحن الأميركية «غلوبال باتريوت» النار على قارب صيد مصري قرب قناة السويس، مساء أوّل من أمس، الذي أدّى إلى مقتل مواطن مصري وجرح اثنين آخرين، عن حالة القلق التي تشهدها البحرية الأميركية، في ظل تهديدات باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة. فيما يرى محلّلون احتمال استغلال جماعة «الإخوان المسلمين» الحادث كذريعة لانتقاد الحكومة المصرية، بما يعزّز حملتهم للانتخابات المحلية المقبلة.
وكانت الباخرة الأميركية تنقل معدات عسكرية أميركية من الإمارات والكويت والعراق، وتوقفت في منطقة «منارة زنوبيا» في مدينة السويس، استعداداً لعبور القناة إلى البحر المتوسط.
وبرّرت البحرية الأميركية إطلاق عيارات تحذيرية على الزوارق المصرية، نافية في الوقت نفسه سقوط ضحايا، في حين بدت الخارجية الأميركية محرجة. وأكد قائد العمليات في البحرية الأميركية، الأدميرال غاري روهيد، أن قائد الفريق الأمني في سلاح البحرية الأميركية، الذي كان يحرس سفينة مستأجرة لنقل شحنات عسكرية، كانت لديه سلطة التصرف حين تجاهلت قوارب صغيرة التحذيرات، واقتربت من السفينة التجارية التي كانت تنتظر لعبور قناة السويس. وأضاف أن التحقيق جار في حادث إطلاق النار على الزورقين المصريين، مضيفاً أن البحرية الأميركية ليس لديها معلومات تدعم الرواية المصرية في ما يتعلّق بالضحايا.
وكان مصدر أمني مصري قد أكد أن مصرياً يدعى محمد مختار عفيفي قتل، وأصيب اثنان آخران بجروح، مضيفاً أن الأميركيين على متن السفينة أمروا الزورقين بالتوقف، لكنهما واصلا التقدم، فأطلقوا النار عليهما.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، إن الإدارة «بدأت مباحثات على أعلى مستوى لفهم ما حدث تماماً، والاطمئنان إلى أن لدينا قناة تواصل جيدة وواضحة ومفتوحة مع المصريين حتى لا يتكرر هذا النوع من الحوادث».
ولم يذهب ماكورماك إلى حد تقديم اعتذار بلاده، لكنه قال إن السفن التي تنقل شحنات لوزارة الدفاع «تعبر قناة السويس مراراً من دون حوادث»، مضيفاً أن «الحكومة المصرية تقدم مساعدة على مستوى عال للسفن الأميركية».
أما المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، براين ويتمن، فقال إن بضعة قوارب اقتربت من سفينة «غلوبال باتريوت»، تجاهل أحدها التحذير، وواصل اقترابه، ما دفع الفريق الأمني إلى إطلاق طلقات تحذير. وأضاف: «فهمت من التقرير أنهم يعتقدون بأن الطلقات التحذيرية سقطت على مسافة من مقدمة القارب، وكانت الطلقات دقيقة التصويب». وأضاف أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات.
ويقول بعض المصادر إن حالة التوتّر لدى البحرية الأميركة والمصرية تصاعدت منذ شباط الماضي، حين وقع حادث مشابه على ساحل سيناء. كما أن البحرية الأميركية تشعر بالقلق منذ الهجوم الذي تعرضت له المدمرة الأميركية كول في ميناء عدن، في تشرين الأوّل من عام 2000، بواسطة زورق محمّل بالمتفجرات.
ورغم قلق الحكومة المصرية إزاء التهديدات الموجهة للمصالح الأميركية، فإن محلّلين يتوقعون أن تقوم بإدانة حادث قتل مواطنها، وخصوصاً أن وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي يقوم حالياً بزيارة رسمية إلى واشنطن.