تابع الوفد الأميركي، أمس، جولته في باكستان، متوجّهاً إلى المناطق القبلية الشمالية الغربية المحاذية لأفغانستان من أجل تعزيز خططه المتعلّقة بمحاربة «طالبان» و«القاعدة». خطط يرتئي الحكّام الجدد استبدالها بحلّ سياسي.وجال نائب وزير الخارجية الأميركية جون نغروبونتي ومساعدها لشؤون جنوب آسيا ريتشار باوتشر في المنطقة القبلية لمعاينة «مناطق الأمن والتنمية»، ومن ضمنها القاعدة شبه العسكرية على قمة الجبل بالقرب من معبر خيبر.
ولم تعطِ السفارة الأميركية تفاصيل الجولة، إلاّ أن التلفزيون الباكستاني أفاد بأنّ الثنائي التقيا قيادات فيلق الحدود والقوّات الحدودية شبه العسكرية التي تخطّط واشنطن لتدريبها وتسليحها لمقاتلة المسلّحين الموالين لـ«طالبان» و«القاعدة»، كما التقيا زعماء القبائل.
وتسعى واشنطن إلى إبرام تحالف متين مع الزعامات الجديدة في البلاد التي أفرزتها الانتخابات التشريعية الأخيرة، لتأمين تعاونها في تطبيق استراتيجيتها المتعلّقة بمحاربة الإرهاب وملاحقة كوادر «القاعدة» في المناطق الشمالية الغربية على الحدود الأفغانية ـــ الباكستانية.
وفي خطوة ودّية بالحكّام الجدد لحثّهم على الاستمرار في نهج أسلافهم، وجّه الرئيس الأميركي جورج بوش مذكرة إلى وزيرة الخارجية كونداليزا رايس يوم الاثنين الماضي، قرّر خلالها إعفاء باكستان من القيود التي يفرضها القانون الأميركي لمنح مساعدات إلى أي بلد يجري إسقاط رئيس حكومته المنتخب بشكل قانوني. وأكّد متحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو أنّ «باكستان لا تزال حليفاً أساسياً في الحرب على الإرهاب»، مضيفاً «الإعفاء من القيود المفروضة مهم لتصدّي الأميركيين لأعمال الإرهاب الدولي».
ويلجأ بوش إلى هذا القرار كل عام منذ 2003، من أجل توفير المساعدات لحليفته في الحرب الإرهاب، وطلب من الكونغرس ميزانية تبلغ نحو 300 مليون دولار لعام 2008 لإرساء الأمن في باكستان.
إلاّ أنّ شركاء حكومة الائتلاف الجديدة أوضحوا أنّهم ينوون إعادة النظر في الاستراتيجية المعتمدة حالياً لمحاربة المتمرّدين، واستبدالها بالحوار وإيجاد «حلّ سياسي». وأطلع رئيس حكومة الائتلاف، يوسف رضا جيلاني، الرئيس الأميركي خلال محادثة هاتفية أنّ حكومته «ستستمر في محاربة الإرهاب». ونقلت مصادر أن جيلاني دعا بوش إلى تبنّي مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب، وقال «اعتماد مقاربة شاملة أمر ضروري في هذا الصدد، وخصوصاً من خلال الحلول السياسية والبرامج التنموية».
(أ ب، أ ف ب)