شهيدان في القطاع والمقاومة تقصف مستوطنات... و«فتح» تؤكّد نهاية «إعلان صنعاء»غزة ــ رائد لافي
فيما تكرّس، أمس، انهيار «إعلان صنعاء» الموقّع بين «حماس» و«فتح»، بدا قطاع غزة على أعتاب أزمة جوع في أعقاب خلاف بين حكومة إسماعيل هنية المقالة وأصحاب المخابز على رفع سعر الرغيف، في حين عاد التوتر إلى جبهة غزة مع ظهور ملامح فشل اتفاق التهدئة بين «حماس» وإسرائيل.
وقال المستشار الإعلامي للرئاسة الفلسطينية، نبيل عمرو، للصحافيين في رام الله أمس، «نحن على استعداد لفتح صفحة جديدة مع حماس، شرط عودتها كلياً وعلانيةً عن الانقلاب، كما ورد في قرار وزراء الخارجية العرب والمبادرة اليمنية». وأضاف: «ومع تشديدنا على موقفنا المؤيّد للمبادرة اليمنية، نؤكد أنها مبادرة للتنفيذ لا لفتح حوار جديد»، في إشارة إلى رفض ما ورد في «إعلان صنعاء» لجهة اعتبار المبادرة اليمنية إطاراً للحوار.
أما القيادي في «فتح»، عزام الأحمد، الذي وقّع «الإعلان»، فقال إن «حركته رفضت محاولات حماس لتغيير المبادرة»، موضحاً «سنجلس مع حماس بعد نهاية الانقلاب بكل مظاهره، والتوقف عن الحديث عن أن هناك حكومة برئاسة هنيةمن جهته، ردّ القيادي في «حماس»، سامي أبو زهري، على تصريحات عمرو، مشيراً إلى أنها «نسفت المبادرة اليمنية»، مضيفاً أنها «تعكس موقفي إسرائيل والولايات المتحدة». وأوضح أن «الإعلان نصّ صراحة على أنها مبادرة للحوار بين حماس وفتح، وليست قائمة بنود يجب أن تنفذ على الفور».
إلى ذلك، تجمّع نحو ثلاثة آلاف فلسطيني، بينهم مئات النساء والأطفال، في ميدان الجندي المجهول غرب غزة، وهم يحملون لافتات تطالب الحركتين بالمصالحة، كتب على إحداها: «من أجل الشهداء تصالحوا»، و«القدس والاستيطان واللاجئون والجدار قضايا تحتاج إلى المصالحة» بين «حماس» و«فتح».
وفي إشارة إلى استبعاد الحوار بين الطرفين، أعلن مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أقال المدير العام للشرطة الفلسطينية، اللواء كمال الشيخ، الذي كانت قد عيّنته حركة «حماس»، واستبدله باللواء حازم عطا الله.
في هذا الوقت، نشب خلافٌ بين الحكومة الفلسطينية المقالة وأصحاب المخابز، الذين أعلنوا الإضراب المفتوح عن العمل للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، في محاولة منهم للضغط على حكومة هنية لتلبية مطالبهم في ظل ارتفاع أسعار الدقيق، وخصوصاً بعد رفض وزارة الاقتصاد الوطني في حكومة هنية الاستجابة لمطالب أصحاب المخابز برفع سعر «ربطة الخبز»، أو خفض قيمة الضرائب والرسوم المفروضة على المخابز.
وسيؤدي قرار إضراب المخابز الرئيسية، التي تقدّر بنحو 38 مخبزاً، في حال استمراره، إلى تفاقم الأزمة وتعطيل العمل في الفنادق والمطاعم. غير أن وزير الاقتصاد في الحكومة المقالة زياد الظاظا، رفض مطالب أصحاب المخابز، مشيراً إلى أن «الوزارة قامت في السابق بتحديد أسعار الدقيق وتحقيق الأرباح ضمن قاعدة عدم الضرر بأصحاب المطاحن والتجار، والمخابز والجمهور». ‏وعلى صعيد أزمة الوقود، هددت جمعية أصحاب شركات البترول بالإضراب والامتناع عن تسلّم كميات الوقود الواردة من الدولة العبرية، أواخر الشهر الجاري، إذا أصرّت سلطات الاحتلال على استمرار تقليص كميات الوقود التي تورّدها ولا تفي بحاجات القطاع.
وفي سياق تفاقم أزمة الحصار، أعلنت مصادر طبية استشهاد مسنّة مريضة، هي جازية زكي أبو هلال، جرّاء منعها من مغادرة القطاع من جانب سلطات الاحتلال. كما استشهد مقاوم في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، محمود عبد ربه (24 عاماً)، أول من أمس، متأثراً بجروحه، في وقت توغلت فيه قوات الاحتلال في أطراف بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع. كما أطلقت ستة صواريخ تجاه بلدة سديروت، وبلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ألحقت أضراراً ببعض المباني.
وتبنّت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، قنص مزارع إسرائيلي في كيبوتس عين شلوشاه (العين الثالثة)، المحاذي للحدود الشرقية للقطاع. وعلى أثرها، قال شهود عيان إن آليات عسكرية إسرائيلية عدة توغلت في بلدة القرارة، شرقي خان يونس، جنوب غزة.
كما أفاد مصدر أمني فلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل قائد «كتائب عز الدين القسام» في طولكرم، عمر جابر، إضافة إلى مساعده.