وصفت مصادر حكومية إسرائيلية، أمس، نتائج زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إسرائيل الأسبوع الماضي بأنها «في مثابة تصميم روسيا على المضي في استضافة مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط في عاصمتها موسكو، في حزيران المقبل، بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي».وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أن زيارة لافروف إلى تل أبيب الخميس الماضي، كانت «شريرة». وبدا وزير الخارجية الروسي خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ووزيرة الخارجيةتسيبي ليفني «مضطرباً»، غير أنه كان في مزاج أفضل خلال مباحثاته مع رئيس الحكومة إيهود أولمرت. وأضافت أنه استناداً إلى المصادر الحكومية، فإن تصميم روسيا على المضي في استضافة المؤتمر الدولي، رغم البرودة القاطعة وعدم الالتزام الرسمي، مع قبول الفكرة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، ينبع من تقويم موسكو بضرورة انخراطها في الشرق الأوسط، و«ترك بصمتها» في المنطقة، وذلك ليس بسبب خوفه من تجاوز الولايات المتحدة لدوره في المنطقة، بل نتيجة شعور موسكو بخسارة موقعها لمصلحة إيران.
ولم تلتزم إسرائيل بفكرة المؤتمر، التي حملها لافروف خلال زيارته، إذ امتنع أولمرت علناً عن تأييد أو معارضة الاقتراح. والشعور السائد في إسرائيل أنه إذا كان المؤتمر الدولي يأتي استكمالاً لمؤتمر أنابوليس، حيث تعيد الدول العربية الأخرى تأكيد دعمها للاتفاق الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فهذا شيء يمكن الدولة العبرية أن تقبل به، رغم عدم الحماسة كبيرة له. أما إذا كانت الفكرة عقد مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية ثنائية في موسكو، فهذا شيء لا تميل إليه تل أبيب. وفي ظل تبني إسرائيل لهجة مرحبة بزيادة الانخراط الروسي في المنطقة، فإن مصلحة موسكو في عرقلة تقدّم إيران في الشرق الأوسط تتماشى مع المصلحة الإسرائيلية العامة. لهذا السبب، قد يكون هناك ميل في إسرائيل للقبول بفكرة المؤتمر الدولي، رغم حذرها.
(يو بي آي)