أعلنت وسائل الإعلام الصينية الرسمية، أمس، أن أكثر من 600 شخص سلّموا أنفسهم للشرطة بعد الصدامات الدامية في لاسا والمناطق المجاورة للتيبت، في وقت توجهت فيه مجموعة من المراسلين الأجانب إلى لاسا في إطار رحلة خاصة تحت إشراف وزارة الخارجية الصينية. وعلّق الدالاي لاما على قرار بكين بإجراء جولة للصحافيين قائلاً: «إنه أمر جيد جداً»، وأضاف: «لكنها يجب أن تكون بحرية كاملة. عندها فقط يمكنهم تقويم الوضع الحقيقي».
إلى ذلك، أكد معظم المسؤولين السياسيين والرياضيين في العالم تصميمهم على مشاركة كاملة في دورة الألعاب الأولمبية في بكين، باستثناءات قليلة، ما جرّد دعوات مقاطعة الأولمبياد التي أطلقتها الجمعيات المؤيدة للتيبت وحقوق الإنسان من أي صدى على أرض الواقع.
وأكدت الدول الأوروبية الكبرى حضورها، رغم مقاطعة بعض الشخصيات السياسية البارزة للأولمبياد، مثل الأمير تشارلز في بريطانيا، ووزير الشؤون الرياضية في منطقة الفلاندر البلجيكية برت آنسيو. ورفضت المفوضية الأوروبية بحزم دعوات المقاطعة، داعية في الوقت نفسه بكين إلى ضبط النفس.
كذلك استبعدت الولايات المتحدة واليابان إعادة النظر بحضورهما الألعاب، في ظلّ حضور الرئيس الأميركي جورج بوش شخصياً حفل الافتتاح. وفي السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، إن بوش اتصل هاتفياً أمس بالرئيس الصيني هو جينتاو «للتعبير عن قلقه بخصوص الاضطرابات في التيبت وتشجيع الحكومة الصينية على إجراء محادثات مع الدالاي لاما والسماح للصحفيين والدبلوماسيين بدخول المنطقة».
وردّت الخارجية الصينية في بيان على دعوات مقاطعة الأولمبياد، داعية إلى «عدم تسييس» المناسبة الرياضية. كذلك هاجمت مقالاً للوزير البريطاني السباق مايكل بورتيللو في صحيفة «الصنداي تايمز» شبّه فيه أولمبياد بكين بأولمبياد عام 1936 في ألمانيا النازية.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)