رام الله ـ أحمد شاكركشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ«الأخبار»، أمس، عن اتجاه الإدارة الأميركية لدعوة وفدَي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي لنقل المفاوضات إلى إحدى الدول الأوروبية، لإتاحة الفرصة أمامهما للتقدم في حل القضايا العالقة بينهما.
ورجحت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، أن يقدّم هذا الطلب إلى الجانبين خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المرتقبة إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. وشددت على أن بعض العواصم العربية تؤيّد اتجاه الولايات المتحدة، وتسعى عبر اتصالات مع أطراف أوروبية لنقل المفاوضات إلى إحدى الدول الأوروبية بدلاً من القدس المحتلة، وتشترط الإدارة الأميركية والدول العربية أن تجري المفاوضات بعيداً عن وسائل الإعلام وبسريّة تامّة.
وذكرت المصادر أن المفاوضات متعثرة، ولم تتقدم بالمطلق، وأن الجانب الإسرائيلي يضع شرطاً أساسياً أمام المفاوضين الفلسطينيين للسير قدماً في إنجاح المفاوضات، وهو بدء أجهزة أمن السلطة بخطوات محاربة «الإرهاب»، في إشارة إلى فصائل المقاومة في الضفة الغربية.
ونفت المصادر أن تكون السلطة الفلسطينية قد أوقفت التفاوض مع إسرائيل عقب المجازر الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة. وقالت إن رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع اجتمع مرتين بعد المجزرة بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني.
وبيّنت المصادر أن الاجتماعات التي توقفت هي «لقاءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت»، وأنها توقفت «كي تتاح فرصة أكبر أمام قريع للتباحث مع ليفني، بعد شكوى إسرائيلية لرايس من تدخّل أبو مازن المستمر في المفاوضات وتوجيهاته لقريع بالتدقيق في كثير من القضايا».
وعلمت «الأخبار» من مصادر موثوقة أن قريع اتصل يوم الاثنين الماضي بوزيرة الخارجية الأميركية، وطلب منها الاتصال بنظيرتها الإسرائيلية وحثّها على التجاوب مع المفاوضات، بعدما رفضت الأخيرة طروحات كثيرة تقدم بها الوفد الفلسطيني لمفاوضات الحل النهائي.
وأشارت المصادر إلى أن قريع يتحدث في مجالسه الداخلية وخلال لقاءاته بالمسؤولين في حركة «فتح» عن أن ما يجري بينه وبين ليفني «اجتماعات لا مفاوضات»، وأن الأمور تتجه يوماً بعد يوم إلى مزيد من التعقيد. واشتكى من عدم تفهّم الإدارة الأميركية للوضع الفلسطيني الداخلي الحرج الذي يحتّم على هذه الإدارة دعم الرئيس محمود عباس ودعم المفاوضات بجدية والضغط على إسرائيل، لإقناع الشعب الفلسطيني بأن السلطة تفعل شيئاً ملموساً على الأرض.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، غوردن جوندرو، إن الرئيس الأميركي جورج بوش دعا نظيره الفلسطيني إلى زيارة البيت الأبيض في بداية أيار بهدف البحث في إعطاء دفع للمحادثات بشأن السلام في الشرق الأوسط. وأضاف أن «هذه المبادرة تمثّل جزءاً من الجهود الهادفة إلى العمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين ودول أخرى في المنطقة بهدف التوصل إلى إنشاء دولة فلسطينية تعيش إلى جانب إسرائيل في أمن وسلام».