واشنطن ــ الأخباروسط زحمة التقارير الصحافية التي تدعو للخروج من المستنقع الأفغاني، كشف تحقيق أميركي جديد جزءاً من الفساد داخل الولايات المتحدة الذي عززته الحرب على العراق وأفغانستان.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في تحقيق مطوَّل إن الجيش الأميركي أوقف صفقة ضخمة مع إحدى الشركات في مجال تجارة السلاح بسبب إمداده الحكومة الأفغانية بذخائر وأسلحة تعود لعقود عدة اشترتها من بلدان المعسكر الاشتراكي السابق، إضافة إلى ذخيرة مصنَّعة في الصين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة التي تحمل اسم «إيه آي واي»، هي المزود الرئيسي للذخائر للجيش الأفغاني وقوات الأمن، ويديرها شخص يبلغ من العمر 22 عاماً، ويدعى أفرايم ديفيرولي من طريق مكتب غير معلوم في ميامي بيتش في ولاية فلوريدا. وقال ديفيرولي للصحيفة إنه لم يطلع على قرار الجيش الأميركي بشأن صفقات شركته.
وأضافت الصحيفة أنه أوقف عقد بقيمة 300 مليون دولار عقب التحقيقات التي أجرتها عن الصفقة مع الجيش الأميركي، مشيرةً إلى أن بعض الوسطاء، إضافة إلى شركة ذخائر تعمل مع شركة «إيه آي واي»، وجدت أسماؤهم على القائمة الفدرالية لمهربي الأسلحة المشتبه فيهم.
وأكّدت الصحيفة الأميركية، وفقاً لوثائق ومقابلات أجرتها مع مسؤولين وخبراء وباحثين في مجال تهريب الأسلحة في أوروبا، أن شركة «ايه ايي واي» حصلت على الكثير من الأسلحة والذخائر من ألبانيا وبلغاريا وجمهورية التشيك والمجر وكازاخستان والجبل الأسود ورومانيا وسلوفاكيا.
وأشار التقرير إلى أن بعض الذخائر التي قدمتها الشركة تعود لأكثر من 40 عاماً، وأرسلتها في عبوات متعفنة ومتحللة تظهر أنها صنعت في الصين في عام 1966، مؤكدةً أنه مع تقادمها، تفقد الذخائر فاعليتها.
وأوضحت «نيويورك تايمز» أن بعض المخزونات التي اشترتها الشركة كان من المقرر تدميرها من قوات حلف شمال الأطلسي ووزارة الخارجية الأميركية لكونها فاسدة أو غير صالحة للاستخدام.
وتجدر الإشارة إلى أن غالبية تسليح القوات المسلحة الأفغانية عبارة عن بنادق مصنعة في الاتحاد السوفياتي السابق. ومع اشتداد حدة الهجمات التي تشنها حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في أفغانستان منذ عام 2006، تعرضت الولايات المتحدة لضغوط لإمداد القوات الأفغانية بكميات كبيرة من الذخيرة.
ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة إقناع حلفائها بنشر المزيد من الجنود في المناطق القتالية في جنوب أفغانستان وشرقها، وهو الأمر الذي سيتصدر جدول أعمال اجتماع قمة حلف الأطلسي الذي سيعقد في بوخارست في الثاني من نيسان المقبل.