طغت العلاقة مع روسيا على الجلسة الأولى لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس في سلوفينيا، في ظلّ تنامي التوتر بين موسكو والعواصم الغربية. ورأى بعض المسؤولين الأوروبيين أن وصول الرئيس الروسي المنتخب ديمتري ميدفيديف إلى السلطة في أيار المقبل، فرصة لإعادة ترتيب العلاقات مع الكرملين.وأوضح مسؤول من الاتحاد الأوروبي «أنها مرحلة ما بعد بوتين، لكنها أيضاً مرحلة فيها نصف بوتين». وأضاف أن «الفرنسيين والألمان والإيطاليين والبريطانيين يريدون المضي قدماً (في العلاقة مع موسكو)، أما الدول الإسكندينافية فستنتقد غياب مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن الانتخابات (الروسية) ، بينما ستثير دول البلطيق والبولنديون مشكلات الجوار الخاصة بهم مع روسيا».
وصرح دبلوماسيون أن الحكومة البولندية الجديدة وافقت على إنهاء الفيتو، الذي منع في عام 2006 بدء محادثات شراكة أوروبية ـــ روسية جديدة، على خلفية منع روسيا استيراد اللحوم من بولندا. لكن ليتوانيا لا تزال متمسكة بموقفها الرافض، بسبب قطع إمدادت الطاقة الروسية عن محطة تكرير ليتوانية.
وحذر الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، ياب دي هوب شيفر، بوتين من إطلاق تهديدات خلال قمة الحلف في بوخارست الأسبوع المقبل. وشدد في مقابلة مع «فاينانشال تايمز» على أن «الموسيقى التي سنسمعها الأسبوع المقبل تعتمد بمقدار كبير على طبيعة اللحن الذي سيستخدمه بوتين»، وأمل أن لا يستخدم الرئيس الروسي، الذي سيشارك للمرة الأولى في قمة للأطلسي، المناسبة «لإطلاق تهديدات فظة ضد الغرب».
في السياق، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن بلاده «تدرس إمكان زيادة» تعاونها مع الحلف الأطلسي في أفغانستان، مشترطاً من أجل ذلك «أخذ مصالح الطرف الآخر الأمنية المشروعة بالاعتبار». وأشار إلى مشاريع الحلف التوسعية في اتجاه جورجيا وأوكرانيا كأحد دواعي القلق الرئيسية لموسكو على الصعيد الأمني. إلى ذلك، كشف القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية جون رود بعد انتهاء المحادثات الأميركية الروسية في شأن الدرع الصاروخية، أن خلافات كبيرة لا تزال عالقة بين الجانبين. وأضاف للصحافيين «حققنا الكثير من التقدم... لكن لا تزال هناك قضايا مهمة بحاجة إلى الحسم».
(أ ب، رويترز، يو بي أي، أ ف ب)