strong>بوش يرى الحوادث «اختباراً» للمالكي... والحكومة تعرض مكافآت للمسلحين بغداد ــ الأخبار
كثّفت القوّات الأميركيّة، أمس، مشاركتها في حملة «صولة الفرسان» التي بدأت منذ أربعة أيام ضدّ عناصر «جيش المهدي» وميليشيات شيعيّة أخرى، وشنّت غارات جويّة في البصرة للمرّة الأولى، وخاضت معارك مع المسلّحين في بغداد.
وقال قائد القوات البرية العراقية، اللواء علي زيدان، لوكالة «رويترز»، إنّ قواته قتلت 120 «من الأعداء» وأصابت نحو 450 منذ بدء الحملة. إلّا أنّ المشاهد التلفزيونية أظهرت مسلّحين ملثّمين من «جيش المهدي» لا يزالون يسيطرون على الشوارع في البصرة، حاملين قاذفات الصواريخ والأسلحة الآلية.
وقال شهود عيان للوكالة نفسها إنّ مسلّحين موالين للتيّار الصدري سيطروا على وسط مدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار الجنوبيّة، فيما سيطر مقاتلو «جيش المهدي» على الأراضي أو خاضوا معارك مع السلطات في الكوت والحلة والعمارة وكربلاء والديوانية وبلدات أخرى في أنحاء الجنوب الشيعي خلال الأيام الماضية.
وفي بغداد، وقعت اشتباكات في 13 حيّاً على الأقلّ من الأحياء الشيعيّة، وخصوصاً مدينة الصدر، حيث قتل وأصيب أكثر من 26 شخصاً. وأكّد المتحدّث باسم القوّات الأميركيّة في بغداد، الرائد مارك تشيدل، استمرار العمليّات العسكريّة باستخدام المروحيّات والأسلحة الثقيلة.
كما قالت الشرطة إن ضربة جوية أميركية في حي الكاظمية ببغداد قتلت 3 أشخاص وأصابت ستة آخرين، فيما قتل 9 آخرون بين أفراد شرطة ومسلّحين في أماكن متفرّقة. كما أدّى قتل رئيس حي غماش في الديوانية، على يد مسلّحين مجهولين، إلى إثارة اشتباكات «بالغة العنف».
وبالتزامن مع المساندة العسكرية، جدّد الرئيس الأميركي دعم نوري المالكي، إلا أنه رأى أن ما يحدث حالياً هو «اختبار» لرئيس الحكومة العراقية. وقال بوش أمس، إنّ التطوّرات الأمنيّة التي تشهدها بلاد الرافدين حالياً هي «لحظة حاسمة» في تاريخها، واختبار أساسي لنوري المالكي وحكومته.
وفي اقتراح لافت ينقض تصريحه قبل يومين عن أنّه لا تفاوض ولا حوار مع المجرمين، قال رئيس الحكومة نوري المالكي، الموجود حالياً في البصرة لـ«الإشراف على المعارك»، في بيان، إن «على جميع حائزي الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة تسليمها للجهات الأمنية، وذلك مقابل مكافأة مالية ابتداءً من 28 من آذار الجاري ولغاية الثامن من نيسان المقبل».
وأوضح البيان أنّ هذه الخطوة تأتي «تأكيداً لأهداف عمليّات البصرة بمتابعة الخارجين عن القانون والمطلوبين للقضاء واستجابة لضرورة وأهمية معالجة المظاهر المسلّحة غير المشروعة وما ترتّبه من إخلال بالأمن وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطر، وحرصاً على إعطاء فرصة لعدم التعقّب والمساءلة القانونيّة». كما تأتي متزامنة مع انقضاء المهلة الأولى التي أعلنها المالكي للمسلّحين، يوم الأربعاء الماضي.
في هذا الوقت، سقطت 5 قذائف هاون على مكاتب نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، في المنطقة الخضراء المحصّنة في بغداد، ما سبّب مقتل اثنين من حرّاسه الشخصيّين، حسبما أعلنت ابنته لبنى، موضحةً أنّ 4 آخرين أصيبوا بجروح.
على صعيد آخر، قد تتأثّر عمليّات تصدير النفط العراقي نتيجة الحملة التي تشنّها قوّات الجيش العراقي على مدينة البصرة، عقب تفجير أحد أنابيب نقل النفط، وبسبب خطورة الأوضاع الأمنيّة على العمال. وكان أحد الأنابيب التي تنقل النفط من جنوب البلاد إلى مرافئ التصدير، قد تعرّض للتفجير، ما أدّى إلى ارتفاع سعر النفط في الأسواق العالمية نحو دولار واحد ليقفل على 105 دولارات للبرميل.
وعندما بدأت عمليّة الجيش العراقي في البصرة فُجِّرَ أنبوب نقل يجر النفط إلى مصفاة التكرير في المدينة أيضاً. وتصر وزارة النفط العراقية على أن تدفق النفط كان ولا يزال مؤمَّناً، في حين أنه على الرغم من غياب الأرقام الرسمية، إلّا أن المعلومات المتداولة تشير إلى وقوع ما لا يقلّ عن 120 قتيلاً وعدد أكبر من ذلك من الجرحى نتيجة العملية الأمنية.
ولم يكن ممكناً أيضاً معرفة مدى الضرر الذي تعرضت له أنابيب النقل، إلّا أنّ وكالة «يونايتد برس إنترناشونال» حصلت على معلومات تفيد بأنّ الصادرات قد تنخفض من نحو 1.6 مليون برميل يومياً إلى ما بين 800 ألف ومليون برميل يومياً وأنه تم خفض نسبة ضخّ النفط من مصافي البصرة بشكل ملحوظ.