«الأطلسي» يعلن التوسع شرقاً... وإعادة التواصل مع موسكو

«الأطلسي» يعلن التوسع شرقاً... وإعادة التواصل مع موسكو

  • 0
  • ض
  • ض

دعا وزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي دولة الجبل الأسود إلى الانضمام إلى الحلف العسكري الذي يواصل توسعه في البلقان، على الرغم من تعهد قيادة الحلف، عشية تفكك الاتحاد السوفياتي، بعدم التوسع شرقاً، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من جانب موسكو، التي أعلنت أن الرد «حتمي»

اتخذ يوم أمس وزراء خارجية الدول الـ28 الاعضاء في الحلف قراراً بالإجماع ببدء مفاوضات ضم مونتينيغرو (الجبل الأسود)، تمهيداً للحاق الدولة الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها 630 ألف نسمة، بجارتيها اللتين تطلان على الأدرياتيكي أيضاً، كرواتيا وألبانيا، واللتين انضمتا إلى الحلف عام 2009، بعد اقتراب الأخير من الحدود الروسية مباشرة في مطلع التسعينيات، بضمه دول البلطيق وبولندا. وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، إن «البوسنة والهرسك وجورجيا ومقدونيا تحقق تقدماً على طريقها إلى العضوية. إننا اليوم متمسكون أكثر من أي وقت مضى بعضوية هذه الدول، ونعمل كل ما بوسعنا لدعمها» في هذا السبيل. وأضاف ستولتنبرغ أن «أبواب الحلف مفتوحة»، زاعماً أن ضم الجبل الأسود «لا يتعلق بروسيا... وهذا القرار ليس موجهاً ضد أحد». ولن يكون انضمام مونتينيغرو نهائياً قبل انتهاء المحادثات التي يُتوقع ان تبدأ العام المقبل، ومصادقة البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء. لكن مونتينيغرو تشهد انقساماً حاداً حول الانضمام إلى «الأطلسي»، خاصة أن الذكرى المريرة لحملة القصف الجوي التي شنها الحلف على يوغوسلافيا عام 1999، والتي أدت إلى تقسيم البلاد (ونشوء «جمهورية الجبل الأسود»)، ما زالت ماثلة في الأذهان. وكشف استطلاع للرأي أُجري مطلع تشرين الأول الماضي أن 50.2% من سكان مونتينيغرو يؤيدون الانضمام إلى الحلف، مقابل 49.8% يرفضون الأمر. وشهدت البلاد العديد من التظاهرات العنيفة المناهضة للانضمام إلى الكتلة الأوروبية ــ الأطلسية؛ ووصف زعيم المعارضة الاشتراكية، سيرجان مليتش، الذي يدعو إلى تنظيم استفتاء حول المسألة، دعوة الحلف بأنها «عدوان مباشر ضد سلام مواطنينا واستقرارهم وامنهم».

روسيا تؤكد "حتميّة" الرد لضمان أمنها
وفي سياق أوسع، كان وزراء خارجية دول الحلف قد تبنوا مساء الأول من أمس استراتيجية «للرد على التهديدات» التي تشكلها تكتيكات «الحرب الهجينة»، والتي يرى الحلف في عملية ضم روسيا للقرم في آذار 2013 مثالاً عليها، علماً بأن غالبية سكان القرم قد صوّتوا في استفتاء شبعي للعودة إلى الحضن الروسي، وقامت فرق من القوات الخاصة بحماية الخيار الشعبي هذا. وقال ستولتنبرغ إن الحلف «يعزز قدرات قواته على الرد» على التحديات التي «تتعلق بتضافر تهديدات مدنية وعسكرية، وعمليات سرية وعلنية؛ إنها الدعاية الإعلامية والأكاذيب». وفيما قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن «الحلف الأطلسي تحالف دفاعي قائم منذ 70 عاماً، وهو لا يهدد أحداً، وهو ليس منظمة هجومية، ولا يركّز على روسيا بذاتها» في قراره التوسع في منطقة البلقان، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو تؤكد دائماً أن مواصلة توسع «الأطلسي» والبنية التحتية العسكرية التابعة له شرقاً يتطلب «حتماً» إجراءات جوابية يتخذها الجانب الروسي لضمان أمنه والحفاظ على تكافؤ المصالح. لكن بيسكوف أوضح أن من السابق لأوانه الحديث عن إجراءات جوابية معينة. واللافت أن ستولتنبرغ، وفي الوقت نفسه الذي أعلن فيه عن خطوة «الأطلسي» التوسعية، أعلن أن الحلف يبحث استئناف التواصل مع موسكو في إطار «مجلس روسيا - الأطلسي»، وهو ما استجابت له موسكو. وقال ستولتنبرغ إن الحلف قد قرر، في اجتماعه أمس، «دراسة استخدام مجلس روسيا - الأطلسي لاستئناف التعامل مع روسيا... وسنحدد موعد الاجتماع القادم للمجلس»، مضيفاً أنه «على الرغم من تجميد تعاوننا العملي مع روسيا (بعد عودة القرم إلى الأخيرة العام الماضي)، اتفقنا على الحفاظ على قنوات الاتصال السياسي مفتوحة». وكان وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، قد صرّح بأن على «الأطلسي» إحياء المجلس المذكور من أجل «تبادل المعلومات، والحيلولة دون نشوب مخاطر جديدة». بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو مستعدة لعقد اجتماع جديد للمجلس، وأن لديها أسئلة كثيرة تريد أن تطرحها على الحلف، بما فيها أسئلة حول انتهاك الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في إطار المجلس؛ ورأى لافروف أن بلاده «لم تتحاش العمل المشترك، بهذه الصيغة أو بأي صيغة أخرى». (الأخبار، أ ف ب، رويترز)

  • تشهد مونتينيغرو انقساماً حاداً حول الانضمام إلى «الأطلسي»

    تشهد مونتينيغرو انقساماً حاداً حول الانضمام إلى «الأطلسي» (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات