صدامات بين «فتح» و«حماس» في القطاع... وباراك مستعدّ لفتح المعابر رائد لافيأعاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» خالد مشعل، طرح «بوادر حسن نيّة» «حمساوية» لتسهيل المفاوضات غير المباشرة القائمة عبر مصر مع إسرائيل، فأعلن أن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط «حيّ»، وجدّد استعداد حركته لوقف مهاجمة «المدنيين الإسرائيليين»، إذا التزمت إسرائيل بالمثل، رافضاً تضخيمها «القوّة العسكرية لحماس»، وهو ما ردّ عليه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بشكل غير مباشر، بإعلان الاستعداد لمنح تسهيلات في معابر قطاع غزة إذا استمرّت التهدئة، في وقت برزت فيه مصادمات بين «فتح» و«حماس» في قطاع غزة.
وقال مشعل، في مقابلة مع تلفزيون «سكاي نيوز» البريطاني، إن «شاليط حيّ ونعامله معاملة حسنة، وإن كانت إسرائيل تعامل السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم معاملة سيئة جداً». وأوضح أن «حركته اتفقت على تبادل ألف أسير مع إسرائيل، خلال مفاوضاتها مع مصر، إلا أن إسرائيل علّقت الاتفاق لرفضها بعض الأسماء في لائحة حماس». وأضاف أن «قائد حركة فتح مروان البرغوثي هو ضمن لائحة الأسماء. وأن المفاوضين الأوروبيين شاركوا في المحادثات». وخاطب والد شاليط قائلاً، «لا تلم حماس، فرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت هو المسؤول عن اعتقال ولدك».
وجدّد مشعل عرض هدنة السنوات العشر مع إسرائيل. وقال «نجدّد عرضنا على إسرائيل، وهو عدم جعل المدنيين من الجانبين جزءاً من هذا الصراع، وإن وافقت إسرائيل على أن لا تقتل أي مدني فلسطيني، فإن حماس ستهاجم الأهداف العسكرية الإسرائيلية فقط». ورأى أن إسرائيل تضخّم في تصويرها القوة العسكرية لحماس. وأوضح أن «القدرة العسكرية لحماس متواضعة، إلا أن العدوّ يضخّمها في محاولة لتبرير عدوانيّتها ووحشيّتها. أسلحتنا متواضعة، إلا أننا نملك إرادة قوية، وهذا ما يجعل عملنا فعالاً».
وأعرب مشعل عن مخاوفه من أن «إسرائيل والولايات المتحدة تحضّران لحرب إقليمية. فالمحافظون الجدد يريدون حرباً إقليمية لإعادة التوازن بعد الإنجازات التي حققتها المقاومة»، في إشارة إلى «حماس» و«حزب اللّه».
وتطرّق رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إلى تجلّيات «إعلان صنعاء» بصورة غير مباشرة، إذ طالب بحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موجهاً دعوة له «للحضور إلى غزة، وإجراء محادثات غير مشروطة لمعالجة الأسباب التي أدت إلى انفصال قطاع غزة عن السلطة الفلسطينية، وإعادة توحيدها مع الضفة الغربية ومعالجة المشكلة الأمنية».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أنه إذا ما استمرت التهدئة في قطاع غزة وتوقف إطلاق صواريخ القسام تجاه جنوب إسرائيل، فإن الدولة العبرية قد توافق على دراسة إمكان منح تسهيلات في معابر القطاع، وفتحها بالتعاون مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض.
وذكر موقع «هآرتس» الإلكتروني أن أقوال باراك جاءت خلال لقائه وزيرة الدفاع التشيكية فلاستا باركانوفا، وتشكّل تغيّراً في السياسة الإسرائيلية تجاه فتح المعابر في القطاع. في هذا الوقت، تبادلت حركتا «فتح» و«حماس» الاتهامات بالمسؤولية عن الصدامات بين طلبة الحركتين نتيجة الخلاف على إقامة الكتلة الإسلامية، الإطار الطلابي لـ«حماس»، مهرجاناً لإحياء الذكرى الرابعة لاغتيال مؤسّس الحركة وزعيمها الشيخ أحمد ياسين، داخل جامعة الأزهر في مدينة غزة.
وأصيب عشرة طلاب، أمس، برضوض في اشتباكات بالأيدي والعصي داخل الحرم الجامعي، بعد رفض إدارة الأزهر الموالية لحركة «فتح» إقامة المهرجان، وإصرار أنصار «حماس» على إقامته للمرة الأولى داخل الجامعة.
وأعلنت إدارة الجامعة تعليق الدراسة يوم غد، متهمة نشطاء من الكتلة الإسلامية باقتحام الجامعة بالقوة، بمساندة قوة من الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنيّة. واتهم نائب رئيس الجامعة جبر الداعور، نشطاء الكتلة الإسلامية باحتجاز أفراد من أمن الجامعة والاستيلاء على هواتفهم النقالة، قبل اقتحام مباني الجامعة وتعليق الرايات الخضراء فوق أسطحها.
ميدانياً، قالت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية خاصة حاولت التوغل جنوب قطاع غزة. وأضافت في بيان أنه «تمكنت مجموعات المرابطين على ثغور حدود قطاعنا الصامد، في محيط التجمّع الاستيطاني كوسوفيم، من اكتشاف قوة صهيونية خاصة كانت تتسلّل إلى أراضي المواطنين».
وأعلنت «كتائب القسام»، الذراع المسلّح لحركة «حماس»، إطلاقها خمس قذائف هاون على القوات المتوغلة في المكان. وتبنّت «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع المسلّح لحركة «فتح»، إطلاق صاروخ من طراز «أقصى» تجاه تجمّع إسرائيلي شرق مخيم المغازي، وسط القطاع.