واشنطن ــ محمد سعيد
اختتم المرشحان الديموقراطيان للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون وباراك أوباما أول من أمس سلسلة مناظراتهما بلقاء ودي، حاولا خلاله إثبات مقدرتهما على «تحقيق التغيير»، وركّزا هجومهما على المرشحين الجمهوريين قبل «الثلاثاء الكبير»، حين تجري الانتخابات في 22 ولاية


اختفت اللهجة الغاضبة من المناظرة الثنائية الأولى بين السيدة الأولى السابقة وسناتور إيلينوي، إذ وجّه المرشحان نقديهما، خلال اللقاء الذي جرى في مسرح كوداك في هوليوود، إلى الجمهوريين، وخصوصاً السيناتور جون ماكاين، الأوفر حظاً للفوز بترشيح حزبه.
وأبدى كل من الخصمين أفضل ما لديه من الذوق والدماثة، حيث أمسك أوباما المقعد لهيلاري لكي تجلس، وتبادل وإياها الأحاديث الجانبية، وأكدا في ختام اللقاء، الذي انتهى بالعناق، «صداقتهما التي ستستمر بعد الانتخابات». وتحدث أوباما مرة جديدة عن أن معركته هي «بين الماضي والمستقبل»، فيما شددت كلينتون على خبرتها في المعترك السياسي.
وأشار سيناتور إيلينوي إلى أن استراتيجية غزو العراق، التي أيدتها هيلاري عام 2002، «لم تكن فقط سيئة، بل إن التنفيذ أيضاً كان سيئاً، وكان من الأفضل الاعتراف بذلك».
وعارضت كلينتون اقتراح أوباما إجراء حوار مع أعداء الولايات المتحدة على المسرح الدولي، وخصوصاً في مسألة إيران. وأضافت «أعتقد أنه يجب علينا بذل جهد دبلوماسي كامل، ولكن لا أعتقد أنه يجب على الرئيس أن يلتقي خمسة من أخطر الديكتاتوريين في العالم من دون شروط مسبّقة».
وردّ عليها أوباما في ما يتعلق بإيران بالقول «إذا التقيناهم (الزعماء الإيرانيين) فلنستعمل الجزرة والعصا على السواء وعليهم أن يغيروا تصرفاتهم».
وهاجمت كلينتون آل بوش بشدة، وقالت إن زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون تعيّن عليه أن يقوم بـ «حملة تنظيف» للبيت الأبيض بعد خروج جورج بوش الأب منه، وأنه سيتعين عليها أيضاً «تنظيفه» بعد أن يخرج منه جورج بوش الابن.
وأطرى المرشحان على منافسهما السابق جون ادواردز، الذي انسحب من المنافسة الأربعاء الماضي، في محاولة لاجتذاب أنصاره، بعدما ترك 56 مندوباً جمعهم من الانتخابات التي خاضها في أربع ولايات.
وإضافةً إلى حرب العراق، تركز هجوم كل من أوباما وكلينتون على الجمهوريين على الجانب الاقتصادي، حيث رأيا أن خطة الديموقراطيين لتنشيط الاقتصاد، التي تقوم على منح خفوضات ضريبية للعمال وذوي الدخل المحدود، هي «الأنسب» في مقابل خطة خصومهما التي تشمل الأغنياء ورجال الأعمال.
وكان فريق أوباما قد أعلن أول من أمس أنه جمع خلال كانون الثاني مبلغاً غير مسبوق قدره 32 مليون دولار، في الوقت الذي جمعت فيه كلينتون 27 مليون دولار خلال الفترة الممتدة من تشرين الأول حتى كانون الأول الماضي. وفيما شدد مدير حملة أوباما، ديفيد بلوف، على أن هذه الأموال «أساسية» للتحضير للثلاثاء الكبير، قلّل متحدث باسم كلينتون من شأن المبلغ، معتبراً أن عملية التصويت هي التي «تشير الى نجاح حملة».
ويشير آخر استطلاع أجراه معهد «غالوب» إلى تقدم هيلاري على أوباما على مستوى البلاد بنسبة 43 إلى 39 في المئة، وهو أقل فارق بينهما منذ مطلع الشهر الماضي.
وعلى الجانب الجمهوري، أعلن النجم السينمائي السابق حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزنيغر دعمه لجون ماكاين «ليصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة»، في ما يمكن أن يكون حاسماً له للفوز في إحدى أهم الولايات الانتخابية، وخصوصاً بعدما انسحب عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني لمصلحته الأربعاء.