يبدو أنّ المواطنين الصربيّين اختاروا بالفعل، السير في طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بانتخابهم الرئيس الموالي للغرب، بوريس تاديتش، على حساب زعيم الحزب القومي المتشدّد توميسلاف نيكوليتش، الموالي بدوره لموسكو، والمتشدّد في رفض استقلال إقليم كوسوفو. فبعد ساعات على إقفال صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة التي جرت أمس، اعترف نيكوليتش بالخسارة لمصلحة منافسه تاديتش، عندما قال أمام مناصريه في بلغراد «فاز تاديتش، تهانيّ»، داعياً الجميع «إلى البقاء هادئين». وأشار المرشّح الخاسر إلى أنّ منافسه فاز عليه بفارق «2 في المئة من الأصوات تقريباً»، بينما أكّدت اللجنة الانتخابيّة أنّ المرشّح الخاسر نال 47 في المئة من الأصوات، مقابل 51 في المئة للرئيس المنتخَب. وفيما أكّد نيكوليتش أنّه سيكون «معارضاً قويّاً للسلطات وللرئيس الجديد (تاديتش)»، لم تفُته مناشدة روسيا «البقاء إلى جانب صربيا كما فعلت حتّى الآن»، في إشارة إلى دعم موسكو للموقف المعارض لاستقلال كوسوفو عن الجمهوريّة الصربيّة، وهو الموقف الذي يبدي الرئيس المنتخَب ليونة حياله.
وعن دعم الاتحاد الأوروبي لاستقلال هذا الإقليم، قال «للاتحاد الأوروبي أقول إنّ عليه أن يتوقّف عن ابتزاز صربيا وعن فرض شروط علينا غير قابلة للتحقيق».
أمّا تاديتش، فهنّأ بدوره الناخبين على «التجربة الديموقراطيّة التي رسّخوها في الانتخابات»، من دون أن ينسى ردّ التهنئة إلى منافسه الخاسر «على النسبة التي حقّقها من الأصوات».
وكان تاديتش يأمل تحقيق نسبة إقبال كبيرة لمواجهة أنصار نيكوليتش، الذي فاز عليه بنسبة 40 في المئة مقابل 35.4 في الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوعين. وهذا ما حصل، فارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات الى 67.6 في المئة، أي ما يزيد على 4.5 ملايين ناخب من أصل 6.7 ملايين مسجّلين على اللوائح الانتخابية، بحسب ما أفادت الأرقام الأوليّة.
وفور إدلائه بصوته، قال نيكوليتش للصحافيّين «في هذا الوقت، روسيا شريك أقرب لصربيا من الاتحاد الأوروبي، لأنها يمكن أن تضمن لها التطوّر»، معلناً تأكّده من الفوز. وأضاف «أتوقّع تغيّرات كبرى. فصربيا ترغب في إجراء تغيّرات وأنا مستعدّ لتطبيقها».
وتوجّه نيكوليتش إلى دول الاتحاد الأوروبي قائلاً «لا تلمسوا كوسوفو». وأوضح أنه «إذا فزت، فسأجري اعتباراً من اليوم محادثات مع رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا بشأن مستقبل صربيا، إضافة إلى تاديتش بصفته ممثّل أبرز حزب في الحكومة».
أمّا الحملة الانتخابيّة لتاديتش، فتركّزت على اتهام منافسه بأنه يريد إعادة صربيا إلى العزلة التي كانت تتّسم بها سنوات حكم سلوبودان ميلوسيفيتش.
وتؤكّد المؤشّرات، أنّ موعد إعلان استقلال كوسوفو، قد يتأخّر إثر فوز تاديتش، لعدة أسابيع، استجابةً لرغبة الاتحاد الأوروبي بأن يحصل الاستقلال بناءً على اتفاق بين ممثّلي الإقليم الانفصالي والقيادة الصربيّة الجديدة.
(أب، أ ف ب)