بعد يومين من الاشتباكات الضارية، ساد هدوء هش في العاصمة التشادية أمس، بعد انسحاب المتمردين المفاجئ منها، في خطوة وصفها قائد التمرد بـ«التكتيكية» لتأمين إجلاء المدنيين، فيما أكدت الحكومة أن القوات المسلحة دحرت التمرد بالقوة.وفيما استمرّت عمليات إجلاء الأجانب ونزوح السكان من نجامينا، أعلن قائد العمليات العسكرية لدى الجانب الحكومي، الجنرال محمد علي عبد الله، أن «العدو يتقهقر تماماً». وأضاف: «إن هدفهم الوحيد كان تدمير المدينة، وانسحبوا لأنهم لم يعد أمامهم من خيار آخر، والوقت سيكشف لكم أنهم قد هُزِموا».
في المقابل، أكد أحد قادة التمرد، الذي يضم أبرز ثلاث حركات متمردة تشادية، تيمان ارديمي، أن قواته موجودة على المدخل الشمالي والجنوبي الشرقي لنجامينا. وتابع: «ننتظر رتلاً من التعزيزات، يتوقع أن يصل قريباً، وفور وصوله سنتحرك نحو وسط المدينة».
كما أوضح المتحدث باسم المتمردين عبد الرحمن كلام الله: «لقد انسحبنا من نجامينا، ونحن حولها، وسننتقل بالتأكيد إلى الهجوم مجدداً، ونطلب من السكان المدنيين في نجامينا الانسحاب منها على الفور، لأن سلامتهم لن تكون مضمونة».
وحث مجلس الأمن أمس، المجتمع الدولي على تأييد حكومة تشاد ضد المتمردين.
ودعا الدول الأعضاء، في قرار غير ملزم قرأه سفير بنما ريكاردو ألبرتو أرياس الرئيس الحالي للمجلس «إلى تقديم الدعم، إعمالاً لميثاق الأمم المتحدة كما طلبت حكومة تشاد». وحث «كل الدول في المنطقة... (على احترام) حدودها المشتركة».
واختيرت الصيغة النهائية للقرار إرضاءً لروسيا التي اعترضت على نص فرنسي أولي يدعو أعضاء الأمم المتحدة إلى دعم حكومة الرئيس التشادي إدريس ديبي «بكل الوسائل اللازمة»، وهي إشارة مستترة إلى المساعدة العسكرية.
وكشف دبلوماسيون في المجلس عن أن مشروع القرار الأولي كان يذكر السودان وتشاد بالاسم، لكن ذلك أسقط من النص بعد اعتراض عدة دول.
في هذا الوقت، لمّح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى إمكان تغيير دور القوات الفرنسية الموجودة في البلاد، التي التزمت الحياد منذ بدء التمرد. ورأى أن الإدانات الدولية المتصاعدة «للهجوم القاسي» الذي شنه المتمردون قد تؤدي إلى أشكال أخرى من التدخل. وأضاف: «نحن غير مشاركين في هذه الحرب. في الوقت الراهن لا تغيير، لكن إذا صدر قرار من مجلس الأمن وإذا صدر اقتراح آخر من اجتماع الاتحاد الأفريقي، فسنرى».
وقال المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جان موريس ريبير، لـ«الأخبار»، إن «حكومة التشاد ستوجه طلبات بالحصول على مساعدة من حكومات عديدة، وسننظر في أي طلب يأتينا بموجب اتفاقية التعاون بيننا. وسنقدم مساعدة لإسعاف الجرحى».
وجدد المسؤولون السودانيون نفيهم لاتهامات نجامينا بدعم المتمردين والتدخل في المعارك في شرق البلاد في محافظة ادري. وكان وزير الخارجية التشادي أحمد علامي قد قال إن الهجوم يستهدف «إقامة نظام موالٍ للسودان بغية إغلاق نافذة على الأزمة في دارفور».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)