غزة ــ رائد لافي
«حماس» تتبنّى «عمليّة ديمونا»: منفِّذاها من الخليل... لا من غزة


شهد قطاع غزة أمس مجزرة إسرائيلية جديدة سقط خلالها تسعة شهداء، ينتمي معظمهم إلى عناصر الشرطة التابعة للحكومة المقالة وكتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، التي تبنت العملية الاستشهادية في ديمونا، في خطوة أثارت لغطاً حول المنفذ الحقيقي للعملية، ولا سيما أن الحركة الإسلامية قدمت اسمين مختلفين عما ورد في بيان التبني الخاص بـ«كتائب شهداء الأقصى» التابعة لـ«فتح» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وفي قصف جوّي نفذته طائرة حربية إسرائيلية استهدف موقعاً للشرطة شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، استشهد سبعة عناصر شرطة، وأصيب سبعة آخرون. وقالت مصادر في «حماس» إنّهم كانوا يؤدّون صلاة العصر في مصلّى داخل الموقع، عندما استهدفتهم المقاتلة بثلاثة صواريخ.
وأعلنت مصادر طبيّة أنّ الشهداء هم: سامي أبو سعادة ومعتز أبو شهلة، وعبد الناصر أبو نصر ومحمد أبو سعادة ووافي أبو يونس ومحمد أبو سعادة، ورأفت قديح. ووصفت الحال الصحية للجرحى بأنّها بين متوسّطة وخطرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ «الغارة استهدفت موقعاً لحماس»، وأتت ردّاً «على إطلاق صواريخ القسام صباح اليوم (أمس) على مدينة سديروت»، بعدما كانت «لجان المقاومة الشعبية» و«كتائب المجاهدين في فلسطين» قد أعلنتا مسؤوليتهما عن إطلاق صاروخين محليّي الصنع من نوع «حفص» في تجاه بلدة سديروت، رداً على اغتيال القائدها البارز في اللجان عامر قرموط «أبو الصاعد».
وتزامناً مع الغارة، قصفت الزوارق الحربيّة الإسرائيلية المنتشرة في عرض البحر، أهدافاً ومواقع تابعة لـ«حماس» والشرطة البحرية التابعة للحكومة المقالة على شاطئ مدينتي رفح ودير البلح في جنوب القطاع وشماله، من دون وقوع إصابات.
وفي وقت سابق، استشهد المقاومان في «كتائب القسام»، محمود أبو طه وبكر أبو رجال، وأصيب مقاومان آخران، برصاص قوات الاحتلال، خلال عملية توغّل محدودة بمساندة الدبابات والآليات العسكرية في منطقة الشوكة شرق مدينة رفح.
في هذا الوقت، أعلنت كتائب «القسّام» مسؤوليّتها «الكاملة» عن «عملية ديمونا»، التي قتلت فيها إسرائيليّة، مؤكّدةً أنّ «منفّذَيها هما محمد الجرباوي وشادي زغير من مدينة الخليل» في الضفة الغربية.
ويتناقض إعلان «حماس» مع تبنّي «كتائب شهداء الأقصى»، بالاشتراك مع «كتائب أبو علي مصطفى» التابعة لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ومع «سرايا المقاومة الوطنية»، للعمليّة أوّل من أمس. وكانت الفصائل الثلاث قد أعلنت أنّ المقاومَين اللذين نفّذا العمليّة واستشهدا خلالها هما خليل أحمد عرفات ولؤي الأغواني، وهما من قطاع غزة.
في هذا الوقت، أعرب الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، خلال استقباله وفداً من مختلف فعاليات محافظة نابلس، عن سعادته باستتباب الأمن في المدينة، مشدداً على أن ذلك يعني بداية ناجحة لاستتباب الأمن في باقي المحافظات. وقال: «بذلنا جهوداً كبيرة للوصول إلى هذه المرحلة، لأنّ الأمن هو الأساس لكل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».
وعن الوضع الاقتصادي، أشار عباس إلى أن «هناك مشاريع اقتصادية تعمل الحكومة على إنجازها بدعم اللجنة الرباعية من خلال موفدها طوني بلير، وذلك لإنعاش الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية. وأوضح أن مؤسّسة الرئاسة، من خلال صندوق الاستثمار، تحاول إنعاش الاقتصاد عبر بعض المشاريع الكبيرة في مختلف أنحاء الوطن، بحيث تكون كل الأيدي مشاركة في بناء هذا الوطن». وأوضح أنّ «التعهدات التي حصلنا عليها في مؤتمر باريس للمانحين، هي كلام مشجع، لكنه بحاجة إلى مجهود من الجميع، لتشجيع المتبرّعين على تحويل هذه الأموال لنستطيع أن ننهض بأبناء شعبنا».
وأشار عبّاس إلى وجود «600 حاجز إسرائيلي في الضفة الغربية تخنق أبناء الشعب الفلسطيني، ما يؤدّي إلى عزل بعض مدن الضفة عن بعض، وتقتل الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها». وقال إنّ «هناك جهات إسرائيلية تحاول إفشال الـمساعي الفلسطينية لضبط الأمن، لإظهارنا أمام العالم كأنّنا لم نفعل شيئاً، علماً بأن هناك أطرافاً دولية، وحتى إسرائيلية أشادت بالجهود الفلسطينيّة».
وفي الضفّة أيضاً، أغلقت الشرطة الإسرائيلية في سور باهر في القسم الشرقي من القدس المحتلة، مؤسسة «النادي الثقافي» التعليميّة بحجة الاشتباه في علاقتها بـ«حماس».