القاهرة ــ الأخبار
فيما أعادت القاهرة إغلاق بوّابة صلاح الدين عند حدودها مع قطاع غزّة، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنّ بلاده «طرحت بعض الأفكار لإعادة تشغيل» معبر رفح، وتنتظر ردوداً عليها من أطراف عديدة.
وقال أبو الغيط، بعد محادثات بين الرئيس المصري حسني مبارك وملك إسبانيا خوان كارلوس، إنّه لا يستطيع «الكشف عن هذه الأفكار، إلّا أنّها في إطارها العام تقوم على تشغيل المنفذ طبقاً لاتفاقيّات سابقة». وأضاف: «تناولنا هذا الأمر مع الجانبين الأوروبي والإسرائيلي وعناصر من حماس والسلطة الفلسطينيّة».
وأوضح الوزير المصري أنّ مسألة عودة المراقبين الأوروبيّين إلى معبر رفح أُثيرت مع المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا وأنّ «لقاءً سيُعقَد معه مجدداً أو مع أحد مبعوثيه لبحث تنفيذ المقترحات التي طرحتها مصر». وأشار إلى أنّ «الهدف هو نشر أفراد من السلطة الفلسطينيّة على المعبر، واستعادة أوضاع المراقبين الأوروبيين بشكل يمكِّن من افتتاح قانوني للمعبر» طبقاً للاتفاق الموقّع عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ما يعني استبعاد «حماس» عن الإدارة.
وأشار أبو الغيط إلى أن «سيطرة حماس على الإدارة في غزة أمر يتعارض مع اتفاقية المعابر، وكذلك الوضع القانوني للسلطة الفلسطينية وعلاقة مصر واعترافها بها». وأوضح قائلاً: «على الجانب الآخر، فإننا نتصور أن من المهم أن تسيطر الحكمة على قيادات حماس داخل القطاع، بشكل لا يشجع الفلسطينيين على الاقتراب من خط الحدود المصرية». وقال: «إن مصر دولة كريمة وتتسم بالصبر، لكن صبرها له حدود، ويجب أن يدرك إخواننا الفلسطينيون أن المعركة ليست مع مصر، لكنها مع إسرائيل، وبالتالي لا يجب أن يقعوا في فخ تضعه وتحوكه إسرائيل، وعلينا أن نعمل على فتح المنفذ بشكل قانوني». ولمّح أبو الغيط إلى مسؤولية «حماس» عن الاختراق الأوّل للمعبر، وقال: «إن المسؤولية تقع على إسرائيل، لأنها هي التي دفعت الشعب الفلسطيني إلى هذا، ومع ذلك إذا ما كانت بعض الدوائر الفلسطينية قد شجعت أبناء الشعب الفلسطيني على الوقوع فى هذا الفخ، فإننا نحذر هذه الدوائر من المضي في هذه السبيل».
في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينيّة ومصريّة تحدّثت لـ«الأخبار» بأنّ وفداً أمنياً مصرياً سيجري محادثات مع قادة «حماس» في غزّة الأسبوع المقبل، لاستكمال الحوار الذي بدأ في القاهرة. وأوضحت أنّ هذه الزيارة لا تعني تحوّلاً في السياسة المصريّة التقليديّة تجاه الحركة الإسلاميّة.
ولفتت المصادر إلى أنّ رئيس الاستخبارات المصريّة، اللواء عمر سليمان، تلقّى اتصالاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوّل من أمس، استهجن فيه الأخير الاشتباكات التي وقعت بين ناشطين فلسطينيين وقوّات الأمن المصريّة عند رفح في اليوم نفسه.
وكانت «حماس» قد وجّهت انتقادات حادّة إلى ردّة فعل قوّات الأمن المصريّة حيال الاشتباكات الأخيرة. وقال المتحدّث باسمها، سامي أبو زهري، إنّ «حماس تعبّر عن أسفها لهذه الأحداث ولجوء الأمن المصري إلى التعامل مع المواطنين الفلسطينيين بهذه الطريقة»، مضيفاً أنّ الحركة الإسلاميّة تدعو إلى «ضبط النفس والعمل على احتواء تداعيات هذا الحادث، وتؤكّد أنّ هذا الحادث يفرض على جميع الأطراف الإسراع في إنجاز ترتيبات معبر رفح».