رغم ارتفاع درجة الحرارة على خط طهران ـــــ القاهرة، خلال الأسابيع الماضية، لا تزال زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العاصمة المصرية غير مطروحة حتى الآن، حسبما أكدت مصادر إيرانية ومصرية. وأفادت مصادر في وزارة الخارجية المصرية، لـ«الأخبار»، أن لا علم لها بترتيبات زيارة وشيكة لنجاد إلى القاهرة، فيما كانت معلومات قد تسرّبت عن مكتب الرئيس المصري، حسني مبارك، تكشف عن زيارة محتملة للرئيس الإيراني إلى مصر الشهر المقبل كأوّل زيارة من نوعها منذ تدهور العلاقات الثنائية عام 1979.
وفي طهران، أوضح المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية، غلام حسين إلهام، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أنّ أي زيارة رسمية للرئيس الإيراني إلى القاهرة ليست مطروحة حالياً.
لكنه أشار إلى أنّ الحراك الدبلوماسي بين البلدين مشترك وليس من طرف واحد، لأنّ الدبلوماسية الإيرانية «تأتي في إطار المصالح السياسية والإقليمية»، مؤكّداً أنّ المواقف الدبلوماسية لبلاده لم تتغير، وأن التحرّك الدبلوماسي الإيراني على صعيد المنطقة، بما في ذلك باتجاه مصر، إنما يجسّد دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أجل الحيلولة «دون تحقيق المآرب التوسّعية للكيان الصهيوني».
في هذا الوقت، طمأنت طهران غريمتها واشنطن بأنّ برنامجها الصاروخي الفضائي الذي دشّنته أول من أمس، لا ينبغي أن يسبّب كل هذا الذعر لها، وتساءل إلهام قائلاً «لا أجد أيّ مبرّر لهذا القلق من الإنجازات التي حقّقناها»، مشدداً على أنّ البرنامج الفضائي يركّز حصرياً على الأبحاث العلمية لا على الأسلحة.
وفي السياق، ذكر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أن خطر شنّ عملية عسكرية أميركية على إيران تراجع. وقال المدير العام للمعهد الذي يهتم بالأبحاث الأمنية، جون شيبمان، إن التقرير الصادر عن 16 وكالة استخبارية أميركية حول البرنامج النووي العسكري الايراني الشهر الماضي «عدل دينامية الجهود المبذولة للجم برنامج إيران النووي المزدوج الأغراض».
وأعلن الرئيس الإيراني، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، أنه يسحب عرضه الذي تقدّم به عام 2005 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل تشكيل تجمع دولي لتخصيب اليورانيوم في بلاده، قائلاً إن «العرض لم يعد مطروحاً على الطاولة». إلاّ أنّه ترك أمام المعنيين خياراً للإبقاء على اقتراحه إذا «حفظ حق الشعب الإيراني بتخصيب اليورانيوم»، موضحاً أنّ الأوروبيين والأميركيين لم يقدّروا الاقتراح الذي سبق أن تقدّم به، «ظنّاً منهم أنّنا كنّا في حالة ضعف حينها».
إلى ذلك، رأى وزير الخارجية الايرانية، منوشهر متكي، أنّ العلاقات بين بلاده ودول الخليج في تطوّر دائم، مشيراً إلى أن مجلس التعاون الخليجي سيناقش مسألة عقد قمة على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة إيران.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)