القاهرة ــ الأخبار
دخل لاعب منتخب مصر لكرة القدم، محمد أبو تريكة، باب السياسة من البوابة الكروية، عندما أصبح الشخصية الأكثر شعبية اليوم في غزة، بعدما استغل دورة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة لإرسال رسالة تعاطف مع القطاع المحاصر.
«فوج محمد أبو تريكة»، هو اسم فوج متخرّجي المدرسة الكروية الوحيدة في قطاع غزة، التي اختارت اسم اللاعب المصري لإطلاقه على نحو 1500 من متخرّجيها، تقديراً للاعب الذي رفع شعار «تضامناً مع غزة» في قلب بطولة الأمم الأفريقية في غانا، حين رفع قميصه فرحاً بهدفه في مرمى السودان، فظهر قميص يحمل الشعار الذي أدخله تاريخ الرياضة والسياسة معاً.
فبعدما كانت التسميات في الأراضي الفلسطينية حكراً على الشهداء والزعماء السياسيين، أصبح لنجم الكرة جائزة باسمه تمنح لثلاثة لاعبين يشاركون في فعاليات تضامن مع القضية الفلسطينية. والجائزة ستمنحها اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة، وأعلن عنها في احتفال في نادي «الهلال» تحت شعار: «نحبك يا أبو تريكة».
والبحث عن بطل سياسي من نجوم كرة القدم يُعَدّ مرحلة جديدة، في ظل غياب أبطال من ميدان السياسة. فالنجم الذي تلقّى إنذاراً فورياًَ من حكم المباراة، حرّكته عواطف غير مسيّسة (وإن قيل كثيراً عن ميوله تجاه الإخوان المسلمين أو تماسّه معهم). العواطف هي نفسها التي حرّكت ٢٠٠٠ مصري من أعضاء جماعات «السلفية الجهادية»، وهي جماعات معروف عنها ميلها إلى البعد عن السياسة المباشرة، دفعت بهم إلى محاولة الدخول إلى قطاع غزة من باب «الجهاد بمنطق الغضب من الأحوال».
الغضب ليس مشروعاً سياسياً، وهو ما جعل فورة العواطف تتوقف أمام اعتبارات السياسة. رسالة وصلت إلى المتطوعين المصريين من «حماس»، التي قالت لهم: «لا نريد مشاكل لمصر مع إسرائيل».
هذه التسريبات من جهات أمنية مصرية ومن «حماس» بشأن محاولة الدخول إلى قطاع غزة، نشرها بعض صحف القاهرة أول من أمس. لكن مصادر مصرية مطلعة تحدثت لـ«الأخبار» استبعدت صحة هذه الرواية. واللافت أن تسريبات أخرى جرت من جهة جماعة «الإخوان المسلمين»، التي قال أحد قادتها إن «٢٠٠٠ شعبة من الإخوان جمعت تبرعات وصلت إلى نحو نصف مليار جنيه مصري (نحو ١٠٠ مليون دولار) وصلت إلى حركة حماس في الأيام الأولى لاقتحام معبر رفح، وأن هذه التبرعات خصصت غالبيتها لشراء أسلحة».