غزة ــ رائد لافي
سعت الحكومة الفلسطينية المقالة، برئاسة إسماعيل هنية، أمس إلى احتواء التوتّر مع مصر، الذي أثارته تصريحات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عن «تكسير أرجل» الفلسطينيين، والذي يبدو أن وتيرته مفتوحة على تصاعد بعد سقوط صاروخ فلسطيني في الأراضي المصرية


عبّرت الحكومة الفلسطينية المقالة عن أسفها لتصريحات أحمد أبو الغيط. وقالت، في بيان أصدره المتحدّث باسمها طاهر النونو، إن «أمن فلسطين من أمن مصر وأمن مصر من أمن فلسطين، وإنها تضطلع بدورها في هذه القضية ولن تسمح لأي كانّ بتعكير هذه العلاقة التي عمادها الدماء الزكيّة التي بذلها أبناء مصر من أجل فلسطين ودماء أبناء فلسطين من أجل مصر».
وأشار البيان إلى أن لفلسطين ولمصر عدواً واحداً مشتركاً هو الاحتلال الإسرائيلي «الذي يسعى إلى خلق الخلافات بين شعوب المنطقة ودولها المختلفة ويسعى إلى العبث بأمن الدول والمنطقة برمتها». ودعا إلى «الكف عن التصريحات التي تدين المقاومة وتحرّض ضدها وتعطي للاحتلال المبرر لمواصلة عدوانه وإرهابه، في ظن من البعض بإمكان قدومه إلى القطاع على ظهر دبابات الاحتلال».
كما أعرب بيان الحكومة عن الاستغراب الشديد لتصريحات المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة عن عرض وساطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للوصول إلى وقف لإطلاق النار، معتبراً أن هذه التصريحات «محاولة فاشلة للتنصل من المسؤولية التاريخية له كرئيس».
بدوره، حذّر المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، مهدي عاكف، من محاولات خداع الأمة العربية بأفكار أخرى مثل الخطر الإيراني أو خطر الإرهاب. وشدد على أن حماية الحدود المصرية ليست عند مجرد خط موجود في رفح، لكنها تمتد إلى أعماق فلسطين. وتساءل: «هل هذه هي الشرعية الدولية التي يجري مطالبة المقاومين بالاستسلام لها؟ هل هذا هو المطلب الرئيسي لإجراء مصالحة وطنية فلسطينية؟».
في هذا الوقت، قال مصدر أمني مصري إن صاروخاً فلسطينياً سقط أول من أمس داخل الأراضي المصرية قرب الحدود مع إسرائيل من دون أن يوقع إصابات أو ضحايا. وأوضح أن الصاروخ الفلسطيني محلي الصنع وسقط عند العلامة 6 بالقرب من معبر كرم أبو سالم على بعد عشرة أمتار من خط الحدود المصرية ــــــ الإسرائيلية.
وأشار المصدر إلى أنه من المرجح أن يكون هذا الصاروخ قد أطلقه نشطاء فلسطينيون على معبر كرم أبو سالم من الجانب الإسرائيلي إلا أنه أخطأ الهدف وسقط في منطقة صحراوية داخل الأراضي المصرية.
كما أطلقت مجموعات مقاومة فلسطينية سبعة عشر صاروخاً من قطاع غزة على إسرائيل من دون أن توقع ضحايا، حسب ما أفاد مصدر عسكري إسرائيلي.
من جهة ثانية، استبعد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، أمس، التوصل الى اتفاق سلام دائم مع إسرائيل في عام 2008. وقال، لـ «رويترز» في أوستن عاصمة ولاية تكساس حيث يقوم بزياة خاصة، «لا أعتقد أن الحل النهائي سيكتمل خلال هذا العام، ولا أعتقد أن هذا محتمل».
وأضاف فياض إن «المسار على الأجل القصير لا يتحرك مثلما ينبغي أن يكون للعملية السياسية وللمفاوضات. وعلى الأخص غياب التزام قاطع بصورة كافية في ما يتصل بالمستوطنات (الإسرائيلية)».
وفيما انتقد فياض الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ورأى أنها «تقوّض» عمل الحكومة، أكّد في الوقت نفسه أن «الأجنحة المسلحة المرتبطة بجماعات فلسطينية مثل حماس وغيرها لا تسهّل الأمور لحكومته». وردّاً على سؤال عن رغبة الحكومة في نزع سلاحها، قال «نعم بالطبع كل الميليشيات، حماس وغيرها».